يقول عنترة بن شداد العبسي في معلقته: شربت بماء الدحرضين فأصبحت زوراء تنفر عن حياض الديلم وقد اختلف المعاصرون في تحديد الدحرض الوارد في معلقة عنترة بن شداد الآنفة، فمن قائل إنها حرض شرق الدهناء، ومن قائل إنها أبا جفان غربي الدهناء، وهم على التوالي الشيخ محمد بن بليهد والأستاذ عبدالله بن خميس وتابعه الشيخ حمد الجاسر - رحمهم الله. أما الأستاذ عبدالله الشائع - رحمه الله - فقد أورد في كتاب الطريق التجاري من حجر اليمامة إلى البصرة ص 92 (أنها مجاورة لآبار الوسيع وأنهما في مكان واحد وأن المقصود بالدحرضين ماء الوسيع وماء الدحرض المجاور له). وبعد هذه الأقوال أين يا ترى يقع ماء الدحرض، يقول الحسن بن عبدالله الأصفهاني في كتابه بلاد العرب ص 148 - 149 (ولهم وراء الدهناء ماءان عظيمان يُقال لهما وسيع ودحرض ...). وقوله وراء الدهناء بالنسبة لمن هو في شرق وشمال الجزيرة أما وسيع فهو ما زال معروفاً باسمه السابق، ويقع شرق الخرج ليس بعيد. وقال ياقوت الحموي: (دحرض ووسيع ماءان عظيمان وراء الدهناء لبني مالك بن سعد يثني الدحرضين ...). ويقول البكري في كتاب معجم ما أستعجم نقلاً عن الأمكنة وا لمياه والجبال والآثار حاشية الشيخ حمد الجاسر ص 328 (القنع ماء لبني سعد على ثلاثة أيام من خو وهو على ليلة من الدحرض، إذا صدرت عنها تريد هجر ...) ولكن عند نصر الإسكندري في نفس الصفحة وهو الأصح: (إما بكسر القاف وسكون النون: حبل وماء لبني سعد بن زيد مناة على ثلاث ليال من جو...). وسبق أن حددت في مقال سابق القنع أنه خريص، وأنسب ماء يطابق هذا البعد عن خريص وهو بعد ليلة مورد سِعد، حيث يبعد عن خريص ما يقارب 45كم؛ والصحيح ليس خو بل جو. وسعد يبعد عن جو الذي هو جو الخضارم 129 كيلومتراً تقريباً وهو بعد يناسب لثلاث ليال... وهو لعله اكتسب الاسم سِعد من كونه لبني سعد قديماً، والله أعلم.