حين طرق «زيد» بيتنا طلبا ليدي، لم يكن ينقصه ما يعيب شاب جامعي وضع مادي فوق المتوسط مسحة وسامة مع تدين محارية الاعتدال، وهذه غالب الشروط الظاهرة، التي تجعل أي فتاة تنخّ، أعني لا تتردد بالقبول تزوجنا على عجل من الأمر ..كما طلب أبي، وهو يقول / علاما الانتظار..؟ فهو من نوعية لا تحب تأخير سن زواج البنت، ولا ما يسمى بخطوبة ...! دخلت عش الزوجية، ومن مبدأها ساد بيننا بعض مجاملات كما هي غالب رحلة (حياة) شخصين غريبين عن بعضهما.. ثم على مكث بدأت تظهر علائم من شخصيته التي فيها من الحدّة، لم أدقق.. لأني في عالمي الأكاديمي (السنة الأخيرة)، وغالب جهدي منصبّ خلف تحقيق مرادي.. لكن مع الوقت مالت حدته ولا أقول لانت إلى مبادلتي عدم الاهتمام وربما انصرف تأويلي إلى بوادر (حملي)، كتقدير منه لحالتي انتظار.. ولي عهده! وضعت، وبذات الوقت أوشكت على التخرج.. ولكن طبعه الأول عاد درجة لم أحتمل ذهبت لأهلي و(أملي) أن يعود عن هذا المسلك، أو هو مطمعي، إلا أن أمي (وقد رحل أبي بُعيد وضع ابننا بأشهر) قبلت أن تشفع له حين ألحّ عليها، بخاصة أنه ساق وعودا أن يغالب نفسه عدت وليس كل عود أحمد.. ! فقد طغى عليه مع الحدة عدم اكتراث وأصدقكم أني فكرت بالفراق، لكن.. أو قيل لي كل رجل فيه عيبه، هذا من جهة.. ومن جهة أخرى أنتي حاولي فيه يعني أحسن لك الصبر وطول البال والنفس أيضا، فهما الناجع من العلاج، حفاظا على الأسرة، بخاصة وأن الطفل الثاني علائمه واضحة عليّ مضت فترة حملي وحالي متقطعة الجلوس بين بيتي وبيت أهلي، ولولا أنه أحايين يغالب أمي فأرجع معه، وإلا لكان كل حملي عند أهلي وضعت أختا لطفلنا الأول.. وجسدي متعب من آثار الوضع، ونفسيتي هي الأخرى تتوجع من آثار الوضع معه، لكنه هذه المرة وعدني بالسفر تعويضا - كما يقول - ضغوطات ما ألفيت منه (وأعجبتني صراحته)، حلووو نقد الذات، أو كذا رددت بنفسي سافرنا.. بعد أن قبلت أمي أن أترك أبنائي عندها، وهي (ترجو) أن تتجدد دماء علاقتي بزوجي ذهبنا للغرب فاستقبلنا ابن أخته (يزيد) الذي يدرس هناك، والذي أصر أن نقطن عنده بحجة أن البيت شبه فاضي.. لأن لديه إقامة بالحرم الجامعي ووقته متقطع بين هنا وهناك للأسف زوجي استغل طيبة ابن أخته الذي صادفناه بإجازة التهيئة للاختبارات فترك شأن تمشياتي هناك معه، وانصرف للسهر .. وحقيقة -ابن أخته- كان لطيفا خفيفا .. يغالبه المرح، بل كم أخذني لجوّ طالما تمنيت أن... بل هو الذي كذّب ما قيل لي (الرجال كلّ به عيب)، وصدق حدسي بأن هناك نوعية مكتنزة ومن (.. يكتشفها) ينال حظا وافرا في دنياه وكنا أحايين لا نعود إلا والقهقهة تملأ أفواهنا، ولا أكذبكم أني ربما أزيد الجرعة ونحن ندخل الشقة، عسى أن أحرك بأحاسيس زوجي شيئا، ولا حياة لمن.. ثم لما اقترح ابن أخته (تمديد) سفرتنا لم يمانع زوجي.. ولا أنا كذلك لولا بعض الشوق لأبنائي مع ما يخالط من مخافة الإثقال على أمي بهما.. إلا أن أمي رحبت، وفرحت بالفكرة وهي تقول/ لا تعودان حتى تشبعا... ثم ضحكت وهي تتلاحق جملتها أقصد حتى تتفاهما و.. المهم خلص اختباره (بأسبوع) ثلاث مواد.. فاستأجرنا «فان» لننصرف إلى مكان جميل اختاره لنا وكان طوال الطريق ينكت ويمزح و... فيما زوجي ما عليه إلا إمائة رأسه، إما موافقا، أو غير مكترث هنا غبت في عااالمي لأوازن بينهما فإذا قلبي بدأ يتحرك.. لم يكن لابن أخته بل لشخصيته .. مرحه، وجمال روحه ولولا الحياء لنطق جناني / لما ... لم تسبقه إليّ ؟ لماذا لم أُوتى مثلك ! ليه (حظّي....) أستغفر الله فانهلّت دموعي، وزادت أوجاعي و ... حتى قررت الانفصال حال عودتنا وتم لي هذا .. يعزو -المجتمع- سبب ما وقع بيننا إلى عدم توافقٍ بالطباع وأنا لا أدقق بالمسميات، بمقدار ما ارتحت أن فكّ قيدي منه، وهذا يكفيني فيما سؤال واحد يكتنفني، أقصد يرفد إصراري على (قراري): لم هو عجين وزوجي طين..، وهما ياللعجب من عرق (واحد) ، أقصد نفس الأسرة...؟! قد يكون فرق معنى اسميهما ... السبب ! قهقهة في ظاهري وأنا أدقق وأفرّق بالأسماء /زيد (و) يزيد .... فيما قلبي مذبوح من الألم ** **