- في سطور مكتوبة بدموع الحزن، تلقت "عاجل" رسالة من طفل يتيم بقرية هدبان بسكاكا التابعة لمحافظة الجوف، وجهها لوالده المتوفى، في العيد، شكا له فيها من معاناة أسرته بسبب انقطاع الكهرباء. الطفل بدأ رسالته قائلا: "أبي أعلم أنك لن تقرأ ما أقول، ولكن سأبث أشجاني إليك.. اليوم يا أبي هو أول أيام عيد الفطر المبارك.. وسأخبرك بما فعلت.. كما عودتني صليت الفجر مع الجماعة في المسجد، بعدها عدت للبيت، وقبلت جبين أمي وقلت لها (كل عام وأنت بخير)". وأضاف الطفل: "بعدها اغتسلت ولبست ثوب العيد الذي اشتراه لي عمي، وتطيبت وأفطرت، واتجهت لجدي وجدتي قبلت رأسيهما وعيدتهما.. أعطاني جدي عشرة ريالات عيدية وكذلك جدتي.. وسلمت على أعمامي وعماتي كلهم.. بعدها اتجهت إلى المسجد كما عودتني يا والدي". وذكر "ابتعدتُ عن طريق السيارات وسرت بهدوء وسكينة تجاه المسجد.. حضرت الصلاة بأكملها.. وبعدها سلمت على من كان في المسجد كما عودتني أيضًا يا أبي.. حرصت على أن أسلم على الكبير قبل الصغير.. وبعدها عدت للبيت.. وسلمت على إخوتي الصغار.. بعدها انطلقت في الشارع لكي أعيّد من لم أشاهده في المسجد". حسب "عاجل". "الكل كان لطيفًا معي يا أبي فالبعض يقدم لي الحلوى.. والبعض يقدم لي بعض المال كنوع من العيدية.. بعضهم أعطاني ألعابًا وغيرها.. فرحت ولهوت في الشارع.. وحينما اشتد الحر.. عدت إلى بيت جدي.. ووجدت أعمامي مجتمعين.. وبدأنا نضحك ونمرح إلى أن جاءت صلاة الظهر.. صلينا جماعة في المسجد.. وعدت للبيت". "فوجئت يا أبي عند دخولي البيت بأختي (أمل) ذات السبعة أشهر تبكي وتبكي بقوة.. دخلت مسرعًا لأرى ما بها.. ووجدت أمي بجانبها فقلت لها بلهفة.. ما بأختي تبكي وما الذي يبكيها؟.. وأنا أعلم بأنها محبوبتك الصغيرة يا أبي، وأعلم بأن بكاءها يزعجك.. قالت أمي أختك تريد أن تنام ولكنها لم تستطع النوم في هذا الحر والمكيف (طافي)". "قلت ماذا؟!.. قالت أقصد إن الكهرباء قد انطفأت قبل قليل علينا!؟.. لم أنتبه في البداية للكهرباء.. ولكن الآن علمت أن الكهرباء قطعت على الجميع.. وفي هذا اليوم الجميل رغم حرارته الزائدة.. أبي كان اليوم رائعًا جدًّا جدا، ولكن انطفاء الكهرباء أفسد كل شيء". واختتم رسالته، قائلا: "أبي لم أكن أعلم بأن مسؤول الكهرباء في وطني سيقدم لي هذه العيدية السيئة (انطفاء الكهرباء) في هذا اليوم الجميل.. لكن يا أبي تأكد بأنني ما زلت وسأظل أردد (سارعي للمجد والعلياء.. مجدي لخالق السماء.. وارفع)".