أشعر بضغط يتعبني كثيرا مصدره ثلاثة أمي وأختي وأخي، فمعاملتهم لي سيئة جدا، لا يذكرون شيئا طيبا، وهم دائمو الذكر لعيوبي وأخطائي، ولا أنكر أنني أخطئ، ولكن لي إيجابيات، ويجب أن يعطوني بعض التشجيع، ولكن لا فائدة، فأنا متزوجة وزوجي مسافر وبعد عودته سأنتقل معه، ولكني على ثقة أنه حتى بعد انتقالي، سيبقى الحال على ما هو عليه من معاملة أختي وأمي وأخي، فهل من طريقة أكتفي بها خيرهم وشرهم، وأذكر أني كنت معهم خارج البيت في ذات مساء، فمررت ببيت أختي التي تسكن في شقة مستقلة في نفس عمارة أهلي، ولم أجلس عندها أكثر من نصف ساعة حتى اتصلت أمي تقول لي: أنت أمانة عندنا، ولو اكتشف زوجك أنك خائنة سيضع اللوم علينا، وقصدها أني أدخن أو أني أعرف شبابا، لكن لا شيء مما قالته حدث، لكن هذا اعتقادها، أرجوك أعطني حل لمشلكتي. س.ح الواضح أنك على علاقة غير جيدة مع أمك وأختك وأخيك، والواضح أيضا أنك ساهمت في سوء هذه العلاقة، من خلال إصرارك على أنهم هم المخطئون وأنت على صواب، وكل من يتبع هذا المبدأ في علاقته بالناس لا يستطيع أن يصلح العلاقة معهم، ولو تذكرت المبدأ القرآني في تعامل الخالق مع خيرة خلقه وهم صحابة رسول الله في أعقاب غزوة أحد لأدركت أن مبدأ إصلاح العلاقة مع الآخرين ينطلق من التفكير بما يجب أن نفعله نحن وليس ما يتوجب على الآخرين فعله، لقد نزل جبريل يومها وأجساد الصحابة تنزف دما، فمنهم من فارق الحياة، وفيهم من جرح وفيهم من صارت ثكلى ولم يسلم بيت من بيوت أهل المدينة إلا كان به ألم، وكانت المصيبة الكبرى ما ألم بالنبي عليه الصلاة والسلام، حيث جرح وشج رأسه وكسرت رباعيته، وأشيع أنه قد قتل، فما هي الرسالة التي أوصلها جبريل لهم؟ (أو لما أصابتكم مصيبة قد أصبتم مثليها قلتم أنى هذا قل هو من عند أنفسكم)، إذا مبدأ من عند أنفسكم لابد لمن يريد أن يصلح العلاقة مع غيره من أن يأخذه بعين الاعتبار، لذا نصيحتي لك أعيدي النظر في طريقة كلامك مع أمك، وفي تعاملك مع قوانين البيت، وفي درجة عنادك أثناء تعاملك معهم، وابدئي بالأخذ بالمثل القائل: (امشي عدل يحتار عدوك فيك)، قللي من نقدك لأخيك وأختك، فكري في مسايرتهم فيما لا ضرر فيه، تحدثي إليهم بلهجة محبة وودودة، وفيها قدر كبير من الاحترام، فكري بتقديم بعض الهدايا لهم، اكتبي لهم رسائل ودودة عبر الجوال، افعلي كل هذا وتجنبي التصادم معهم، واصبري على ذلك ما لا يقل عن ثمانية أسابيع وسترين كيف يتغير تعاملهم معك، واحرصي على أن لا تعاملي أمك معاملة الند للند فهي في نهاية المطاف أم تحتاج من ابنتها إظهار الاحترام والتقدير والحب. اعطهم ولا تنتظري ردا منهم وتأكدي أنك الرابحة في النهاية، وتذكري أنك بحاجة ماسة لتغيير فكرة أنهم أعداؤك فهم أهلك ويحبونك بالتأكيد، وإن كرهوا فسيكرهون بعض السلوكيات التي لا تعجبهم فيك.