تفاعل معظم رواد وسائل التواصل الاجتماعي مع قصة الأطفال الذين ظهروا في حلقة من برنامج حواري، لكي يقولوا عن نجم من نجوم تلك الوسائل، كلاماً غير الكلام الذي قالوه بعد الحلقة. ولقد تضمن التفاعل سؤالاً مهماً: إلى أي درجة يؤثر هؤلاء النجوم على أطفالنا؟! لقد غيّرت وسائل التواصل الاجتماعي معايير النجومية. في السابق، كان المبدع يحقق نجوميته، من خلال إبداعه وإنجازاته التي يُفني عليها عمره. أما اليوم، فيحرك شخص ما رأسه بحركة غريبة، ليصبح نجماً، خلال ساعات. وربما بعد ذلك تدفع له مؤسسات حكومية، لقاء ظهوره في فعالياتهم. ولو أننا حدقنا في هذه الظاهرة، لاكتشفنا أن ثمة خللاً كبيراً في صناعة المجتمع لرموزه. وهذا نابع من غياب البرامج المؤسساتية الرسمية وبرامج مؤسسات المجتمع المدني، مما جعل الرياح الترابية الجافة تقتل كل ما هو معشب في قلوب وعقول الشباب والأطفال، بل وحتى الكبار! وليسيطر الذين نراهم اليوم، ممن يتجاوز أجر الواحد منهم، ميزانية مشروع ثقافي.