1] ونحن سبب شكواها، ولو خامرت في نجوى معها عن أسباب تلكم، لأنفذت إليك ما تُقاسيه، أو نفثت... لا بد من شكوى إلى ذي مرؤة يواسيك أو يسليك أو يتوجّع فمن بربكم سيحقق تلكم الثلاثة - لها-، أو اثنين..؟ لا بل واحدة، في (التوجّع) عساه عندئذ يرهف لشكوها مشاطرًا لنجواها، أو يخفف من توجّعها 2] وتتمة لتلكمُ أنها (قيمة) جليلة أقصد مواقف الجبر..، وبخاصةً في لحظات الانكسار (لا ولن تُنسى) وتبصّر على غير ذي جُنبِ../ دخلت امرأة من الأنصار على عائشة - رضي الله عنها- في حادثة الإفك وبكت معها كثيرًا دون أن تنطق كلمة. قالت عائشة: (لا أنساها لها). وأخرى/ عندما تاب الله على كعب بن مالك بعد ما تخلف عن تبوك، دخل المسجد مستبشرًا.. فقام إليه طلحة يهرول واحتضنه. قال: (لا أنساها لطلحة). 3] كُتب حول هذا الشأن الكثير. وسبقني إليه منهم ذو سابقة بالفضل، وحُسن الطرح ما لا أصل لباسق ما بلغوا (إلا ما شاء ربي) لكن عسى.. إذ إن في بذل النصح.. ما قد لا يزول به المحذور.. في الحال، لكنّ .. (هزّ العمود يسهّل اقتلاعه في المستقبل) .. كما والتنبيه يقي في الغالب غالب من يُلقي السمع وهو بصير.. 4] كلمة تكفي عن مقالة يقول أحدهم - القارئ-.. لصاحبه - الكاتب-/ مقال تستحق.. .. فما كنت (هاضمك) من قبل، الآن قررت أعطيك فرصة.. أقصد حصلت عليها.. هذه الجملة لو يعيها كل كاتب لما تعدّى حدود الإبدع وهجر الثرثرة التي غالبها إما تنفر عنه القارئ أو شيئًا فشيئًا يتلاشى عنه الوهج الذي ربما بعد تعب يكسبه وفي غمضة عين معرّض لفقده.. لكن أيها الكتَّاب هل تعون أن مكسب قارئ (حقيقي) درّة لا يفرّط بها إلا من سفه قدر كتاباته فأضاع بوصلتها كما أضاع جمهور القراء.. 5] يترك المسؤول الغربي منصبة بسبب أزمة موقف أو لسبب انتهاء مدته فتتسابق دور النشر لشراء مذكراته وربما دفعت له (مقدمًا) ما يقارب كامل المبلغ وهو بعد لم يمسك القلم (طبعًا أرشيف ما سيكتب عنه لا مراء في ...) و(الخطوط العريضة التي سيملي عنها جاهزة..) لما.. لأن القوم زبائنهم بالملايين والشغوفون لقراءة تفاصيل ما جرى أكثر من المتوقع- الغرب لديه فصول في تمحيص تلك التفاصيل- كما وأن للكتاب وهجًا لا يماثله أي شيء آخر.. لديهم. فمنهم هذه التقنية وأدوات التواصل خرجت منهم لكن لا شيء من ذلك أخذ مقام الكتاب. 6] في عالمنا العربي ظواهر لذلك- حتى لا نظلم-! ف.. معارض الكُتب تغصّ بالمرتادين والبحث عن العناوين اللافتة هي في أروقة تلكم المعارض أولى الاهتمامات، لكن لو تمحصنا لوجدنا غالب ما يبتضع يعلوه الغبار لقلّة من يحتفي به بما يستحق (وهل قياس ذاك الاستحقاق إلا بمطالعتها). 7] هي شكوى تتكرر، أقصد وهن القراءة والأسباب أكثر من أن يأتي عليها صاحبكم.. غر التجربة وغرير البضاعة. لكن المؤالم هذه المفارقة التي نعلمها ويندى لها جبين الغيور على أمته ولكن لا يملك إزاءها ما يمكن أن يقلل من مغرمها به/ نسبة القراءة في عالمنا - اليعربي- وتدنّي مرتبة حصيلتنا منها إلى الدرجة التي يتوارى أحدنا من أن يفصح بها! 8] وبمناسبة النقطة الأخيرة فما زال الجرح سائلاً ومن يوقف جريانه إلا بحملة قوية. والقوة هنا لا تعني الإجبار بقدر ما تعني وضع الأصبع على الألم ومن ثم تشخيصها وتقديم العلاج الناجع. والعلاج الناجع هو بتلك الخطوات التي يمكن تيسيرها ليسلكها القانع والمغتر في تمهله بعذا الطريق- الطويل- 9] وكما أقمنا حملات شبه أنتجت في موضوع الوقاية من أمراض معدية وحملات توعوية في التشجير .. النظافة.. المرور.. الخ فإنه يلزم الأمة من رأس الدولة (ولو بقرار ملكي) يشجع على القراءة وبالأخص تلك المنتجة- يلاحظ صنيع هذا في إمارة دبي-.. أقول من رأس الدولة إلى أصغر جهاز فالقراءة هي أم العلوم .. وليس شخصي هذا الذي سيحدث عن فوائد القراءة. لكن لا ضير أن يشير قلمي لهذا المدد الحضاري.. فلا شيء يمدّنا بالعلوم إلا هذا الباب فهل نجده يومًا مفتوحًا على مصراعيه أم سيبقى مفتوحًا على خجل.. وأقولها بلا تردد (على خجل) فدور المكتبات وصروح تلكم في الجامعات تشتكي قلّة الزوار وربما الهجر.. غير المبرر. 10] فيا قاطع الكتب هلا تعود لوصل رحمها، أقصد التواصل معها، والتسليم على نبع الحنان، أقصد نبع العلم الذي أنت بيوم عكفت شطر عمر شبابك في دور العلم خلفها لتتحصّل على ما بلغته اليوم من مراتب العلا. فما أنت لولاها، كما وما تكون.. بدونها؟! بل هل رجوت مأملك لولا الصعود على عطائها والغذاء أقصد التحصيل مما بين دفتيها من ...طارف وتليد. ** **