يحل علينا اليوم الوطني ال89 تحت شعار (همة حتى القمة).. يومنا الوطني يوم عزيز على قلوبنا جميعًا، وهو مصدر اعتزاز وافتخار، الاحتفاء به إحساس جميل يتجدد كل عام ليعيد في نفوسنا التوحيد والتأسيس وكفاح البطل المؤسس الملك عبد العزيز ورجاله الأوفياء الذين أقاموا بعد -توفيق الله- صرح الوطن العملاق وأرسوا كيانه ووضعوا قافلته على طريق الأمجاد التي تواصلت على أيدي أبنائه القادة الأفذاذ، وصولاً إلى هذا العهد الزاهر عهد خادم الحرمين الشريفين رجل الحزم والعزم الملك سلمان بن عبد العزيز وولي عهده الأمين صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبد العزيز -حفظهما الله. وإذا كانت مرحلة التأسيس التي نحتفي بذكراها الغالية تعد من أهم المراحل الفاصلة في التاريخ الحديث، فإن الحراك الحضاري الكبير الذي نشهده اليوم في إطار الرؤية الوطنية (2030) يعد مرحلة تاريخية أخرى ونقلة نوعية عملاقة نحو بناء دولة المستقبل التي تنسجم مع روح العصر الحافل بالتنافسية الحضارية والإنتاجية والتقنية في كل المجالات. من هنا حق لنا في يومنا الوطني أن نفخر بوطننا الكبير وماضيه المشرف ومجده الأصيل، وأن نعتز بحاضره الجميل الحافل بكل معاني الحزم والعزم والتطور، إذ تتراءى أمام أعيننا معالم الدولة القوية الرائدة التي تحمل أمانة الأمة ونصرة قضاياها، وصد المؤامرات والأطماع عنها. ومنذ فجر التاريخ وهذه البلاد الطاهرة هي مهوى الأفئدة وقبلة الأرواح وبؤرة الحب. شع ضياؤها وأشرق بهاؤها واجتمعت حولها النفوس، تتبادل الإخاء وتنعم بالصفاء، في روابط إنسانية، ومشاعر أخلاقية. وحين أصاب الوهن جسدها واعتراها الفتور قيّض الله لها القائد الملهم والزعيم المظفر الملك المؤسس عبدالعزيز بن عبدالرحمن الفيصل -طيب الله ثراه- فلمَّ الشتات وأدنى تباعد المسافات ورمى سهم الاجتماع في كل الاتجاهات حتى استقامت بالشريعة أمّةٌ عقدت مع التاريخ عهد وفاق. كتب لها في صفحات الخلود ناصع المجد بمداد النور. الوطن يجمعنا.. بمختلف أطيافنا واختلاف أوصافنا. الوطن يجمعنا.. في غاياتنا وأمنياتنا، في أهدافنا وتطلعاتنا. الوطن يجمعنا.. بقلبه الكبير، في وحدة المصير.. ونحن نعيش في عهدنا الزاهر وسط مشاعر من الحب والألفة، وإن أنبل المشاعر وأصدق الأحاسيس تنبعث من الوطنية الحقة في أبهى الحلل وأكمل الصور. وحين يكون الحديث عن الوطن فإن ملاحم المجد تشكّل ملامح الاجتماع في صورة إطارها الفخر وعنوانها الوحدة، تترجمها عبارة: الوطن يجمعنا. حفظ الله خادم الحرمين الشريفين وسمو ولي عهده الأمين. وأدام عز الوطن في رخاء واستقرار ونماء وازدهار. ** **