مر فريق الفيحاء الأول لكرة القدم خلال مشاركته في دوري كأس الأمير محمد بن سلمان للمحترفين الذي أسدل الستار عنه يوم الخميس الفائت بظروف قاسية لم يشعر بها ويعانيها سوى منسوبي وأبناء ومحبي هذا النادي العريق ذلك عندما كان الفريق يصارع من أجل البقاء والابتعاد عن شبح الهبوط الذي يقترب من الفريق تارة ويبتعد عنه تارة أخرى إلى درجة جعلت البعض يسلم بالأمر الواقع حتى أصبحت عملية هبوطه عند البعض - وهم قلة - شيئًا وقتيًا.. واستمرت هذه المعاناة المريرة حتى الجولة الأخيرة من عمر الدوري التي بنهايتها تنفس الفيحاويون الصعداء وذلك ببقاء فريقهم موسمًا ثالثًا في الدوري.. هذا البقاء الذي كان ينافسهم عليه عدة فرق لم يأت بمحض الصدفة بل جاء نتاج عمل دؤوب من إدارة النادي بقيادة ربانها الماهر الرئيس (الذهبي) الخلوق الأستاذ سعود الشلهوب وزملائه أعضاء مجلس الإدارة وأعضاء الشرف وإدارة الكرة والجهاز الفني واللاعبين وبمساندة ودعم جماهيره الوفية.. ومن ضمن الحلول التي سعت إدارة النادي إلى عملها من أجل إنقاذ الفريق هو التعاقد مع المدرب الجزائري الكابتن نور الدين زكري - 54 سنة - مقيم في إيطاليا.. وهو من المدربين القلائل الذين يعشقون التحدي.. حيث إن موافقته على تدريب الفيحاء الذي كان يصارع من أجل البقاء يعده البعض مجازفة في تاريخه التدريبي لكنه قبل هذه المهمة وعمل مع الفريق بكل جدية وإخلاص معتمدًا بعد الله سبحانه وتعالى على وقوف إدارة النادي وتذليلها لكل الصعاب حتى حقق الهدف الذي ينشده كل محب للبرتقالي وهو البقاء.. والتعرف على عمل المدرب زكري أجرينا معه هذا اللقاء الذي جاء في مقر نادي الفيحاء بعد نهاية مباراة الفريق التاريخية أمام الوحدة مباشرة.. وسألته في البداية عن شعوره بعد نجاحه بدرجة امتياز مع فريق الفيحاء وذلك ببقائه موسمًا آخر في الدوري. حيث قال لما قبلت تدريب فريق الفيحاء كان الجميع يصف موافقتي على ذلك بأنها مجازفة لأن لدي سجلاً تدريبياً جيدًا في عالم الكرة والكل قالوا لي إن الفريق هابط بنسبة كبيرة حتى إن بعض الفيحاويين لم يكونوا متفائلين ببقاء فريقهم قياسًا على الفارق النقطي مع بعض الفرق التي كانت تنافسه على البقاء.. لكن الحمد لله لما شاهدت اللاعبين وعرفت البطولة كيف هي أدركت أن الفريق لن يهبط حسابيًا وحظوظه في البقاء قائمة خصوصًا أنه تبقى له 12 مباراة رغم أنه كان بعيداً نقطيًا عن بعض الفرق المهددة مثله بالهبوط حيث كان الفارق بيننا وبين الحزم مثلاً 11 نقطة و9 نقاط عن القادسية وهذا في الواقع ما صعب من مهمة الفيحاء وجعل البعض يعد بقاءه شبه مستحيل.. لكني واصلت هذا التحدي وأنا مدرب معروف في الوطن العربي وإيطاليا أني أعشق التحدي.. وقلت ما دام أننا حسابيًا نستطيع البقاء رغم صعوبة الموقف فقد دخلت هذا التحدي وقلت إن شاء الله سوف أبقي الفيحاء في الدوري الممتاز وهذا ما تحقق ولله الحمد والمنة. * كيف رأيت تعاون إدارة الفيحاء معك؟ - وجدت تعاونًا كبيرًا منهم وإدارة الفيحاء أفضل إدارة تعاملت معها في كل شيء.. فلهم مني الشكر والتقدير. * ما أصعب مباراة واجهها الفريق منذ توليت الإشراف عليه؟ - جميع المباريات التي أشرفت فيها على الفريق حتى بقائه كانت بمنزلة المباريات النهائية حيث لا تكاد تنتهي مباراة ألا ونفكر في المباراة التي بعدها وكانت جميع المباريات صعبة لكن كان أصعبها مباراتنا مع التعاون التي فزنا فيها لأن فريق التعاون فريق صعب جدًا وفوزنا عليه يعد إنجازًا. * هل ستستمر مع الفريق في الموسم المقبل؟ - كان لدي مهمة مع الفريق وهي إنقاذه من الهبوط.. حتى إن هناك عروضًا وصلتني من خارج المملكة ولم أعط أهمية لأي منها لأن همي كما أسلفت كان منصبًا على إنقاذ فريق الفيحاء. * لكن هل عرضت إدارة نادي الفيحاء عليك التجديد؟ - لا لم نناقش هذا الموضوع حتى الآن لكن أستطيع أقول لك إن الأولوية للفيحاء. * هل في اعتقادك أن إدارة الفيحاء فرطت في اللاعب اسبيريا الذي وقع مؤخرًا عقد احتراف جديد مع الشباب؟ - أظن أن اسبيريا لم ينتقل للشباب مائة في المائة وقد يتراجع عن قراره. * قلت له قد وقع عقد احتراف مع الشباب؟ - قال الله أعلم لكن على العموم الذي جاء بسبيريا يأتي بمثله أو أفضل منه. * ما رأيك في الدوري السعودي؟ - أعتقد أن إنجازي هذا مع الفيحاء لا يقل عن إنجاز النصر الذي حقق بطولة الدوري بل إن له صبغة فنية ونفسية وروحية أكثر مما عليه النصر.. حيث إن النصر فاز بالدوري لأن لديه عناصر كبيرة واستقرار فني وعناصره تصنع الفارق في أي ميدان.. أما الهلال فقد مر بمرحلة فراغ فني واضح من البداية والتغيير الفني الذي حدث جاء متأخرًا جدًا وهذا في اعتقادي هو الذي جعل الهلال يضيع الدوري حيث كان متقدمًا بفارق نقطي جيد وكان يفوز في جميع مبارياته وكانت أموره محسومة نوعًا ما لكن بعد الفراغ الفني الذي مر به وأيضًا مشاركاته في العديد من البطولات المحلية والعربية والآسيوية جعلته يفقد البطولة. * هل في اعتقادك أن الترتيب النهائي لفرق الدوري كان منصفاً؟ - أعتقد أن الفرق الأربعة الأوائل حققت هذه المراكز نتيجة الإمكانات العناصرية التي يملكونها وليس لمشاريعهم الفنية حيث إن المشاريع الفنية في هذه الفرق لم نراها وقد تكون بدرجة أفضل في فريق التعاون الذي نستطيع أن نقول إنه فريق متكامل ويملك إدارة حكيمة لها سنوات وهي تعمل من أجل المنافسة. * هل تؤيد وجود ثمانية لاعبين أجانب في الدوري السعودي؟ - نعم أؤيد وجود ثمانية لاعبين أجانب لأنهم سيرفعون من مستوى الدوري خصوصًا أن القائمين على الرياضة في المملكة يعملون على أن يكون الدوري من أفضل عشرة دوريات في العالم.. لهذا فإن وجود ثمانية لاعبين سيجعل الدوري قويًا وهو كذلك وسيكون أقوى في المستقبل. * هل في اعتقادك أن الفرق التي هبطت هي الفرق التي تستحق ذلك.. أم أن هناك فرق أولى وبقيت؟ - منذ أن بدأت تدريب فريق الفيحاء لاحظت أن هذه الفرق لم تقدم النتائج التي تشفع لها بالبقاء بدليل أن الحزم الذي سيلعب الملحق كان يتفوق على الفيحاء بإحدى عشرة نقطة واستطعنا اللحاق به بل تجاوزه بفارق نقطة. * ماذا عن مباراتكم الأخيرة مع جاركم ومنافسكم التقليدي فريق الفيصلي التي انتهت بفوز الفيصلي في الدقيقة الأخيرة من المباراة؟ - في الحقيقة إن تلك المباراة لو انتهت بالتعادل لكانت نتيجة عادلة لكن بفوز الفيصلي أظن أن المباراة سرقت من الفيحاء حيث قدمنا في شوطها الثاني مستوى كبيرًا وأهدرنا العديد من الفرص السهلة التي تهيأت للاعبينا أمام المرمى. * كلمة أخيرة تود إضافتها؟ - أود أن أبارك للفيحاويين البقاء وأنا سعيد أن هذا الفريق بقي في الدوري الممتاز كما بودي أن أرسل رسالة للجنة الفنية التي تختار أفضل مدرب في الجولة وأقول لهم.. ماذا تقولون في إنجاز زكري الآن.. هل يعادله إنجاز.