أعتقد جازماً أن الأسباب التي ذكرها رئيس نادي الفيصلي لإلغاء عقد مدرب الفريق البلجيكي (ستيفان ديمول)، والتي اختزلها في قيام المدرب بالتدوير في بعض مباريات الفريق (غير الدورية)، غير مقنعة (البتة)؛ لأن تقييم أي مدرب في العالم يتم عن طريق ما يقدمه الفريق من مستويات، وما يظهر به من نتائج في الدوري الذي هو المقياس الحقيقي لأي فريق، وليس عن طريق مباريات خروج المغلوب أو ما شابهها. وفي الدوري فإن فريق الفيصلي يعد من أفضل فرق الوسط التي ينحصر طموحها (عادة) في البقاء، وهذا ما تحقق للفيصلي في وقت مبكر هذا الموسم. ومن خلال المستويات التي قدمها الفريق في مبارياته الأخيرة في الدوري فإني أتوقع - والعلم عند الله - أن يذهب الفريق إلى أكثر من البقاء، وخصوصاً في ظل تواضع مستوى فريق نادي الشباب الذي يحتل المركز الخامس بفارق نقطتين فقط عن الفيصلي صاحب المركز السادس. وفي نظري، فإن إدارة الفيصلي لم توفق في هذا القرار الذي لن يستفيد منه سوى من يعمل في مجال السمسرة الذين عانى منهم الفيصلي. وأعتقد أن إلغاء عقد مدرب يعد ليس من أفضل بل أفضل مدرب مر على الفيصلي، ومستويات ونتائج الفريق شاهد على ذلك، مجازفة قد تؤثر (أقول قد) في نتائج الفريق فيما تبقى له من مباريات في الدوري، وخصوصاً إذا علمنا أن الفريق تبقى له مباريات من العيار الثقيل؛ إذ سيلعب مع فرق تتنافس على المراكز الأولى، مثل (النصر والأهلي والهلال والشباب)، التي تعادل مع الثلاثة الأولى منها في الدور الأول تحت إشراف المدرب القدير (ديمول)، بل حقق أفضل نتيجة لفريق الفيصلي في تاريخه أمام الهلال، ناهيك عن باقي مبارياته التي ستكون مع فرق تصارع من أجل البقاء، بمعنى أن المباريات المتبقية للفريق صعبة، ولن يلام المدرب الجديد لو لم يوفَّق فيها - لا قدر الله - بل إن اللوم من محبي العنابي سيقع على من ألغى عقد المدرب. وبحكم قربي من الفيصلي، فإنني لا أجد سبباً مقنعاً يجعل إدارة النادي تلغي عقد المدرب في هذا الوقت سوى توافر المادة في خزانة النادي الذي يُعد أغنى أندية الوسط في دوري عبد اللطيف جميل؛ إذ دخل، وفي الطريق للدخول، خزانة النادي قرابة أربعين مليون ريال، أعتقد إن أحسنت إدارة النادي بالتصرف بها فإنها ستكفي النادي مع ما سيصله من رابطة دوري المحترفين والنقل التلفزيوني وإعانة الاحتراف، بما يكفيه ثلاثة مواسم قادمة، لكن بوادر الأمور لا توحي بذلك.. وإلا فا معنى إلغاء عقد مدرب مستقر الفريق معه، ويسير من حسن إلى أحسن؟!!