يملك هؤلاء الدواعش المتوحشون القدرةَ على استخدام الدين، لغسل أدمغة شباب يائسين في مقتبل العمر، ويحولونهم إلى قنابل انتحارية. وليس بالضرورة أن يكون يأس أولئك الشباب، بسبب البطالة أو الفقر، فلقد شهدنا عمليات انتحارية، قام بها شباب ميسورو الحال، في الصفوف الثانوية، أي أنهم لم يصلوا بعد لمرحلة الوظيفة. اليأس يكمن في افتقارهم لوسائل التواصل مع الآخرين، وفي وجود من يعينهم على فهم الحياة المعقدة التي يعيشونها، وعلى إجابة الأسئلة الحساسة التي تفصل ما بين الدين والدنيا. إنَّ المسؤولية التي تقع على الآباء والأمهات، في هذا الجانب، جسيمة جداً. وتكون أكبر وأكبر، في وجود وسائل التواصل الاجتماعي؛ تلك الغابة التي يختلط فيها رحيق الزهور مع سموم الثعابين. عليهم ألا ينشغلوا عن أبنائهم، أن يكونوا الأقرب لهم، حتى لا يكونوا فريسةً لهؤلاء الوحوش، ونجدهم في النهاية جثثاً هامدة، ممزقة برصاص رجال الأمن، الذين يترصدونهم.