نجح الفريق الهلالي في التفوق على نظيره الأهلاوي في ثلاثة مناسبات جمعتهما هذا الموسم محلياً وعربياً، مع اختلاف القيادة الفنية والوضع العناصري للفريقين، وكان الانتصار الأخير في مواجهتهما قبل 72 ساعة، والتي مكنت الأزرق من العودة لكرسي الصدارة في بطولة الدوري، بمثابة «البروفة» قبل موقعة الحسم مساء اليوم التي ستزف إما الهلال أو الأهلي للنهائي العربي الكبير. مساء الجمعة الماضية، احتضن ستاد الجوهرة الكلاسيكو الكبير، وعلى الرغم من اختلاف الطموح بين الفريقين في سباق الدوري الذي يؤكده موقعهما في سلم الترتيب، إلا أن التنافس كان حاضراً حتى آخر لحظات المباراة بقتالية اللاعبين داخل الملعب واجتهادهم فقط، بينما شهدت للأسف تنافس بين الأورغوياني «فوساتي» والكرواتي «زوران» على من يستحوذ على لقب المدرب الأسوأ في التعامل مع أحداث المباراة، وذلك يعكس حالة التشابه الكبيرة التي عاشها الناديان في النصف الثاني من الموسم والأخطاء الإدارية الفادحة التي تسببت في خسارة بعض مكتسبات الفريق، وانهيار المستوى وتأثر النتائج وانعدام التوازن، وكل ما حدث بطبيعة الحال سيلقي بظلاله على مواجهة اليوم، فالكاسب سيجد نفسه طرفاً في النهائي وسينجو من حالة الغضب وسيخرج ولو مؤقتاً من الأزمة، بينما الخاسر سيدخل في الدوامة من أوسع أبوابها، ليبدأ رحلة القرارات التصحيحية المؤقتة! الليلة.. الفريقان أمام لقاء لا يقبل أنصاف الحلول، فالهلال الطامح للمنافسة بشراسة على لقب الدوري السعودي، يدخل المواجهة برغبة كبيرة لبلوغ النهائي العربي وتحقيق بطولة تعتبر من أهم أهدافه، وفي جعبته انتصار حققه ذهاباً الشهر الماضي بالرياض بهدف وحيد، قد يثقل كاهله إذا اعتمد عليه كثيراً، ولكنه يمتلك الأدوات التي تؤهله لإنهاء المباراة في وقت مبكر متى ماكانت تلك الأدوات في الموعد، بينما الأهلي سيدخل المباراة بكل قوته وجميع أسلحته، فهذه البطولة هي طوق النجاة والفرصة الوحيدة والأخيرة لنجاح موسمه المتأرجح، مع سعيه المتواصل لتجاوز دور المجموعات على الصعيد الآسيوي. مع كل هذه الاستعدادات والآمال والطموحات، أتطلع لمباراة ممتعة ومتميزة يقدمها الفريقان داخل المستطيل الأخضر، ويصاحب هذا التميز أداء موفق من الطاقم التحكيمي كالذي تابعناه في الرياض، وفيه نجح الحكم الإماراتي بإدارة المباراة باقتدار، وقادها إلى بر الأمان وصادق على كل قرارته معظم الخبراء.