تلاطمت الأمواج الزرقاء في الجولات الماضية، واجتاحت شواطئ الاعتّلاء الرقمي في الدوري، لتعطي مؤشراً لقوة رياحها الميدانية و قدرتها على المضي قدماً نحو المنافسة على الدوري، وطالما أن بقية الكبار الاتحاد والشباب والنصر يترنحون في وحل التخبطات الفنية وتتجاذبهم رياح السلبيات الإدارية، فحتماً سوف تتجه بوصلة التوقعات نحو هلال الصدارة وأهلي الوصافة، ومباراتهما مساء اليوم سوف تُحدد ملامح الدوري، وتعتبر انعكاساً للقوة التنافسية بالدوري ورسم لمسار اتجاه الدوري. في حالة انتصار الهلال سوف ينعكس ذلك الانتصار بشكل إيجابي على الكتيبة الزرقاء في جميع النواحي الفنية والنفسية للاعبي الفريق، مما يعطي جرعات معنوية للمحافظة على الصدارة، والتخلص من المزاحمة الأهلاوية بشكل مؤقت، وإضافة ثلاث نقاط في رصيده النقطي والصعود إلى النقطة السابعة والعشرين، ليتسع الفارق بينهما لست نقاط، مما قد يعطل محركات وقوة الكتيبة الأهلاوية في الجولات المقبلة، والدخول في نفق (الضغوطات) النفسية والانتقادات الجماهيرية. وبالمقابل إذا نجح الأهلي بخطف النقاط الثلاث سوف(يقتّحم) أسوار الصدارة، وربما (يُزيح) الهلال ويُلخبط أوراقه الفنية، ويعيد دوران عجلة التنافس، ويُمزق أوراق كل من أسقطه من الترشيحات المبدئية، وبتسليط الضوء على القوى الفنية ومكامن الخلل في الفريقين، نلاحظ أن العناصر الأجنبية علامة فارقة في خارطة الفريقين، وتأثْيّراتِهم الميدانية ذات فعالية وبصمتهم الفنية (تتجلى) في المباريات الكبيرة ومكتسباتهم رقمية، وذلك (انعكاس) لرؤية ثاقبة في تحديد معايير المحترف الأجنبي والاستقطابات الإيجابية وفق (الاحتياج) الفني، وذكاء تدريبي من قبل مدربي الفريقين في براعتهما بتوظيف الأدوات الفنية، والاستفادة من تلك القوى العناصرية في الصراعات التنافسية، فالمدرب الهلالي دونيس بارع في التوظيف العناصري والتوزيع الميداني للاعبين، وبدأ الموسم ببطولة السوبر وبصدارة الدوري، وبالمقابل مدرب الأهلي جروس ذكي في القراءة الفنية، ويمتاز بوضع التكتيك المناسب لإمكانات لاعبي فريقه. الرغبة الجامحة لدى الأهلاويين سوف تُعطي الكلاسيكو إثارة وقوة تنافسية، فالانتظار طعمه مر على المدرج الأهلاوي والضغوطات النفسية تتجدد في كل موسم، والإدارات تتعاقب والحصاد مواسم بلا دوري، والإصرار كبير في هذا الموسم لفك طلاسم الدوري، وثمة توقعات رجّحت كفة الهلال بكسب نقاط المباراة بعد قرار إيقاف مهاجم الأهلي عمر السومة، لاسيما أنه يشكل ثقلا وقوة في الخارطة الأهلاوية، لما يملك من توهج ميداني وتألق فني وبراعة في استغلال الفرص أمام المرمى.