انتهت أحداث الموسم الكروي السعودي، وانقضت منافسات المسابقات المحلية الأربع، وحسمت الكؤوس والألقاب الذهبية هوية الأبطال المتوجين، ودخلت الأندية الأخرى في فصول جديدة من الاختلافات والمشكلات والانتقادات بعد فشلها في تحقيق الآمال والطموحات والتطلعات لجماهيرها الكبيرة التي كانت تنتظر لحظات الفرح وحصد البطولات والانجازات على أحر من الجمر، وتلك هي أحوال عالم المستديرة وأجوائها المثيرة، أفراح كبيرة وتهانٍ وتبريكات في أندية العاصمة"الرياض"وأحزان وآهات في بقية المدن الأخرى، خصوصاً"جدة"التي احتكرت البطولات السعودية في العام الماضي وفارقتها بشكل غريب في الموسم الرياضي الحالي. وانتزع ثلاثي العاصمة"الرياض"فرق الهلال والنصر والشباب جميع البطولات المحلية، وحققوها عن جدارة واستحقاق، وأضافوا إلى سجل منجزاتهم الذهبية ألقاباً جديدة أسعدت جماهيرهم الوفية، وأكدت نجاح خططهم وبرامجهم الإعدادية، وسلامة مصروفاتهم المادية من الملايين المنفقة على التعاقد مع المديرين الفنيين والمحترفين الأجانب، وجلب اللاعبين المحليين المميزين الذين شكلوا دعامة قوية وحقيقية لخطوط هذه الفرق. ونجح فريق الهلال في تحقيق درع الدوري السعودي بعد عودته لنظامه القديم بجمع النقاط، وحقق اللقب الغالي الذي يُصنف في الدوريات الكروية العالمية بالبطولة الأقوى، كونها تقام طوال الموسم الرياضي، ويكون فيها التنافس على أشده بين فرق المقدمة، وتمكن الزعيم من حسم اللقب لمصلحته في آخر مباراة من مباريات الدوري السعودي بعد انتصاره الثمين على المتصدر فريق الاتحاد في جدة بهدف من ذهب أحزره هدافه البارع ياسر القحطاني، ليطير الهلاليون ببطولة الدوري، ويحتل الاتحاد المركز الثاني، ويحل الشباب في المركز الثالث. وحقق الفريق الهلالي لقباً محلياً غالياً بحصوله على كأس ولي العهد عقب فوزه في اللقاء النهائي على فريق الاتفاق بهدفين من دون مقابل سجلهما القناص ياسر القحطاني والمحترف الليبي طارق التائب، ليحلق الموج الأزرق في سماء البطولات السعودية بلقبين كبيرين من العيار الثقيل درع الدوري السعودي وكأس ولي العهد. وحصد فريق النصر بطولة كأس الأمير فيصل بن فهد"يرحمه الله"وعاد مجدداً لعالم الانجازات والبطولات بعد ابتعاد دام تسعة أعوام، إثر كسبه لمنافسه التقليدي فريق الهلال في النهائي المثير بهدفين في مقابل هدف وحيد، أبدع في إحرازهما البرازيلي خوزيه أيلتون والواعد ريان بلال، فيما أحرز هدف الهلال عبدالعزيز الدوسري، لتشتعل قناديل الفرح بين الجماهير النصراوية التي احتفلت باللقب على طريقتها الخاصة، لا سيما انه جاء من أمام المنافس الجار فريق الهلال. وقطف الفريق الشبابي ثمار مستوياته الأدائية الراقية ونتائجه الايجابية الرائعة بتحقيقه أغلى البطولات المحلية كأس خادم الحرمين الشريفين للأندية الأبطال بعد انتصاره في النهائي الكبير على فريق الاتحاد بثلاثة أهداف في مقابل هدف وحيد، حملت توقيع وإمضاء هداف الموسم ناصر الشمراني وعبدالله شهيل ومارسيلو كماتشو في حين سجل هدف الاتحاد مهاجمه طلال المشعل، لتنتهي بذلك فصول البطولات الكروية السعودية الأربع، ويكون أبطالها المتوجون من العاصمة الرياض الهلال والنصر والشباب وسط غياب تام من بقية الفرق الأخرى، وفي مقدمها فرق الاتحاد والأهلي والاتفاق التي كانت لها صولات وجولات في المواسم السابقة. وشهد الموسم الرياضي عودة فريق الرائد مجدداً لدوري الأضواء والشهرة بعد تحقيقه لدرع دوري الدرجة الأولى في نهاية الجولة الأخيرة ب 45 نقطة، ورافقه في الصعود لدوري الكبار فريق أبها الذي حقق حلم جماهيره الكبيرة وعاد سريعاً للدوري الممتاز بعد فترة لم تستمر طويلاً في دوري أندية الدرجة الأولى. وصعد فريقا العروبة وحطين من دوري أندية الدرجة الثانية إلى دوري الأولى بعد مشوار ناجح، فيما تأهل فريقا الباطن والقيصومة إلى دوري أندية الدرجة الثانية، من خلال تصفيات الصعود التي أقيمت في ضيافة نادي حراء بمكة المكرمة قبل شهرين من الآن.