الأندية الأدبية نمطها تقليدي وليس ثقافي، والزمن تجاوزها بكثير. الثقافة كائن حي، ومشروع حضاري، إذا أرادت أن تكون كذلك أول ما يجب عمله تدوير كراسي المسؤولية بين المثقفين الذين يستحقون كل سنتين أو ثلاث، ليس في الأندية الأدبية فقط بل في جميع المؤسسات الثقافية بما فيها الصحف.. نادي أدبي واحد في مدينة كبيرة لم يعد يفي بالغرض، يجب أن يكون في كل مول تجاري كبير قاعة يجتمع فيها المثقفون القريبون بشكل دوري. طباعة الكتب الهزيلة من قبل الأندية الأدبية لأجل الشفاعة الحسنة أسلوب لا يليق بالثقافة، الطريقة الأمثل أن تشتري المؤسسات الثقافية عدداً من الكتب من دور النشر، الكتب التي تستحق التي يرغبها في اقتنائها القارئ، والعدد الذي يفي بالحاجة، بهذه الطريقة تخدم الدار وتخدم المؤلف وتخدم القارئ، وتوفر جزءاً كبيراً من الاستهلاك الذي تصرفه على اللجان والطباعة والمجاملات وخلافه. نفس الدعوات لنفس الأسماء شللية بغيضة لا تتوافق مع الحضارة ولا تساهم في انتشار الثقافة، ليس من المعقول أن أوجه الدعوة كل مرة لنفس الأشخاص لحضور معرض كتاب أو فعالية ثقافية، تهميش عدد من المثقفين لأجل ليس لديهم أصدقاء في مواقع المسؤولية أو لا يملكون صوت عالي هو إحباط للثقافة والمثقفين. العبث الذي تمارسه دور النشر يجب أن يتوقف، لا بد أن تعيد وزارة الثقافة النظر في سياسة ومعايير دور النشر، يجب أن تشرف على مواد العقد، سياسة ربّح واربح التي تتعامل بها مؤسسات الأعمال الناجحة يجب أن تنتقل إلى الوسط الثقافي.. يجب أن تكون الثقافة بيت رحب لكل المثقفين سواء مبدعين أو أكاديميين. تصنيم المثقفين أسلوب صحوي انتهى زمنه، المجاملات الممجوجة غير مقبولة في الأوساط الثقافية وضررها أكثر من نفعها، يجب على المثقف أن يعالج الخلل في شخصيته قبل أن يدخل الوسط الثقافي، وعليه أن يدرك في حال لديه قدرة إبداعية في مجال ما، فهناك الآلاف من العلماء الذين قدموا خدمات للبشرية لم يعرفهم إلا القليل جدا، ولم ينصفهم أحد وربما ماتوا بؤساء.. ** **