لا أخفي عليكم أنني عندما استمطرت مخزوني اللغوي للتعبير عن مناسبة مهمة، تخص مجلة أحببتها كثيرًا (المجلة الثقافية)، وهي إصدار العدد ال600 منها، وجدت صعوبة في إيجاد القالب المناسب الذي يستوعب الثناء اللائق بكميات الورق الهائلة، وما حوته من مواضيع أدبية ثقافية منوعة على مدى سنوات كوجبة أسبوعية دسمة ننتظرها بشوق، تقدم على طبق من ذهب لتغذية العقول المتلهفة، وصقل المواهب الناشئة. المجلة الثقافية بجهود موظفيها، وعلى رأسهم الدكتور إبراهيم التركي، أصبحت مرجعًا مهمًّا لطالبي الزاد المعرفي والثقافي، وجزيرة عائمة فوق بحر تتلاطم أمواجه بما حملته وسائل التقنية الحديثة من وسائل تواصل، عبثت بكل ما حوته الكتب من جمال وإبداع، وبكل جميل قرأناه أو تعلمناه. تلك الجزيرة الثقافية تتحطم على شواطئها كل محاولات العبث بجواهر اللغة العربية البليغة، والنيل من جمالها، والتقليل من مكانتها.. بكل عدد ترتفع جزيرتنا عاليًا؛ ليراها البعيد قبل القريب، وينحني إجلالاً لمن خدمت لغة القرآن والأدب بإخلاص، وارتفعت بالذائقة الأدبية لأجيال عدة بين درر الشعر الفصيح والنثر والسرد، تزين صفحاتها بصور وأحرف كبار الأدباء وأهل اللغة قديمًا وحديثًا.. فكل عدد وأنت بخير يا عروس المجلات الثقافية.. ومزيدًا التجدد والتحدي. شكرًا لك بلا عدد مع أجمل عدد. ** **