سلطت مجموعة من الإصدارات الضوء على النتاج الفكري للأديب السعودي عبدالله ابن خميس - رحمه الله - ، حيث صدرت بالتزامن مع اللقاء العلمي الذي نظمه النادي الأدبي في الرياض عن الأديب الراحل الأسبوع الماضي في مقره بالرياض . وأبرزت الدكتورة هيا بنت عبدالرحمن السمهري في كتابها (عبدالله ابن خميس ناثرًا)الأدب النثري للأديب الراحل ، وتمثل ذلك في كتبه الثلاثة (فواتح الجزيرة ، في النقد ، محاضرات وبحوث) ، بوصفه أديبًا له جهوده البارزة في المشهد الثقافي السعودي ، إذ هو شاعر وباحث وأديب ومحقق وصحفي ورحالة ، أسهم نتاجه الثقافي في مسارات الأدب المعاصر في المملكة . وتناول الكتاب الذي جاء في أكثر من 600 صفحة ، بالبحث والتحليل حياة الراحل وريادته الاجتماعية والأدبية وفن المقالة وأدب الرحلات لديه والفنون النثرية الأخرى مثل فن القصة والسيرة الأدبية وفن الرسالة والدراسات الأدبية الموجزة وخصائصها .وفي كتاب آخر عن الأديب ابن خميس ضمن إصدارات " الجزيرة " الثقافية ، بعنوان " عبدالله ابن خميس .. قراءات وشهادات " ، عبارة عن قراءات ودراسات وشهادات نشر بعضها في المجلة الثقافية بصحيفة الجزيرة بتواريخ مختلفة ، وأضيفت إليها شهادات جديدة أعدت خصيصًا لهذا الكتاب الذي يتزامن صدوره مع مرور خمسين عامًا " اليوبيل الذهبي " على قيام عبدالله بن خميس رحمه الله بتأسيس مجلة الجزيرة السعودية التي تجيء صحيفة الجزيرة إكمالًا لها . حيث تضمن الإصدار كلمات لأكثر من 40 كاتبًا استعرضت تاريخ وتجربة الأديب الراحل وإسهاماته الأدبية والتاريخية والإعلامية .كما أصدر النادي الأدبي في الرياض الديوان الثالث للأديب ابن خميس جمع مادته الدكتورة هيا بنت عبدالرحمن السمهري ، حيث تضمن الديوان خمسة أقسام : هي الشعر الوطني واللغة والأدب والشعر الاجتماعي والرثاء فضلا عن أغراض شعرية متنوعة . كما أصدر النادي كتابًا بعنوان " عبدالله بن خميس في مجمع الخالدين .. دراسة وجمع لبحوث ابن خميس المقدمة لمجمع اللغة العربية بالقاهرة " ، للمؤلف الدكتور محمد بن عبدالرحمن الربيع حيث جاء الكتاب في حوالي 150 صفحة تناول بحوث الأديب ابن خميس المقدمة لمجمع اللغة العربية بالقاهرة كونه أول عالم سعودي ينضم إلى المجمع عضواً عاملًا عام 1378 ه ، حيث كان من البحوث المقدمة " الفصحى أمانة في عنق هذا الأمة " و " رياضة الصيد عند العرب " و " الدهناء " و " وسائل الإعلام والفصحى المعاصرة " . وصدر عن مكتبة الملك فهد الوطنية دراسة ببليوجرافية بآثار الأديب عبدالله بن خميس وما كتب عنه تناول آثار ابن خميس وحصرًا ببلوغرافيا لها فضلًا عن باب " ابن خميس في آثار الدارسين " . يذكر أن جلسات اللقاء العلمي عن الأديب عبدالله بن خميس - رحمه الله - قد اختتمت مساء الخميس قبل الماضي في الرياض بعقد جلستين ، أدار الجلسة الثانية الدكتور عبدالله الوشمي بمشاركة الدكتور عبدالعزيز الغزي والدكتور عبدالله المعيقل والدكتورة هيا السمهري والدكتور يحيى أبو الخير والدكتورة منى البليهد .وتحدث في البداية الدكتور عبدالعزيز الغزي عن إسهامات عبدالله بن خميس في مجالي الآثار والتاريخ ، وذكر بأن أعمال ابن خميس المنشورة تعكس الجهد الكبير الذي بذل ليخرج بما خلف من مادة علمية مكتوبة شملت مجالات عديدة منها : الجغرافيا ، والبلدانيات ، والطرق التجارية ، والمعالم ، والتاريخ ، والشعر الفصيح ، مؤكداً أن الاهتمام بالآثار والتاريخ القديم ولع وشوق قبل أن يكون تخصصا ، وهذه هي حال الشيخ عبدالله بن خميس فهو متخصص في اللغة العربية والعلوم الشرعية ، ولكنه عشق مجالي الآثار والتاريخ ، فكتب فيهما معلومات كثيرة ضمّنها في كتبه العديدة التي نشرها لتُشكل رافداً من روافد المعرفة بآثار المملكة العربية السعودية وتاريخها . من جهته تحدث الدكتور عبدالله المعيقل عن اهتمام ابن خميس - رحمه الله - بالأدب الشعبي ، ووصفه بأنه رائد وعَلَم في الدراسات الأدبية والتاريخية والجغرافية واللغوية ، وفي الصحافة مؤسسا وقلماً وطنياً غيورا مخلصا ، وقال : لا أظن أحدا من أدبائنا الرواد الموسوعيين أو حتى من جاء بعدهم قد عُني بالأدب الشعبي ونظر له ، ودافع عنه مثلما فعل ابن خميس ". بعد ذلك تناولت الدكتورة منى البليهد كتاب المجاز بين اليمامة والحجاز لابن خميس وقالت إنها حاولت إعادة اكتشاف النص الإبداعي لكتاب ( المجاز بين اليمامة والحجاز ) بتكثيف ما قد يدل عليه النص من رموز محتملة للقارئ تتداخل مع متوالية لا نهائية من الاحتمالات حسب وعيه بالبعد الثقافي للنص الإبداعي . من جهتها تحدثت الدكتورة هيا السمهري عن شعر ابن خميس ، وقالت عنه : التجربة الشعرية عند ابن خميس خصبة وغنية ، ذلك أنه استشرف من خلال تجاربه مستقبل وطنه ، وأمته ، ورسم في بعضها إستراتيجيات التقدم والنهوض مشيرة إلى أن شعر ابن خميس يُعدُّ تحسيرا للفجوات بين الناشئة ، وتراثهم المهمّش فأينما نظرتَ إليه ، تحتشد نفسك إكباراً، وإعجاباً إذ تتمثل فيه عيون الشعر بكل محققاتها التراثية . عقب ذلك تحدث الدكتور يحيى أبو الخير عن الإجراءات المنهجية التي اتبعها الشيخ ابن خميس في رصده للمواضع الجغرافية في تلك المعاجم مع شرح للمصادر المعرفية لهذه المنهجية متناولاً في ورقته الخطوات المنهجية التي اتبعها الشيخ ابن خميس في رصد المواضع الجغرافية التي شملتها معاجمه المتنوعة . وتضمنت الورقة مجموعة من الرؤى والتوصيات للعمل المستقبلي في رصد المواضع الجغرافية بشكل عام أو توظيف المادة العلمية الثرية التي حوتها تلك المعاجم بشكل خاص .