"السجل العقاري" يبدأ تسجيل 43,495 قطعة عقارية في مدينة الرياض والدرعية    تحت رعاية خادم الحرمين .. انطلاق أعمال النسخة الأولى من (المُلتقى الدولي للمسؤولية الاجتماعية 2024) غدًا في الرياض    القيادة تهنئ الحاكم العام لسانت فنسنت وجزر الغرينادين بذكرى استقلال بلادها    العالمي يزيد الراجحي يتوج بلقب رالي القصيم للمرة الرابعة    أمير الشرقية يدشن أعمال المنتدى الدولي لتعزيز مسيرة الحياد الكربوني    أكثر من 291 ألف طالب وطالبة يتنافسون في أولمبياد إبداع 2025    كي بي إم جي تكشف الفرص الرئيسية للحكومات لتسريع التحول الرقمي وبناء الثقة بقدرات الذكاء الاصطناعي    هطول الأمطار الرعدية على معظم مناطق المملكة    مغادرة الطائرة الإغاثية السعودية الرابعة عشرة لمساعدة الشعب اللبناني    244 مروحة ضباب مائي لتبريد ساحات المسجد الحرام    جلوي بن عبدالعزيز يواسي آل سليم وآل بحري    «رابطة العالم الإسلامي» تدين الاعتداء العسكري على إيران    تسربات شارع «حجاج النسيم».. من المسؤول عن إيقاف الهدر ؟    أحد رفيدة.. مطالب باستحداث «متوسطة» بابتدائية «المبارك»    «الصحة»: الإجازات التعويضية لن تنقل بعد توقيع عقود الشركة القابضة    أمير الجوف ونائبه يُعزّيان مدير مرور المنطقة السابق في والده    الجدعان: السعودية تدعم مجموعة العشرين لجعل بنوك التنمية أكثر فعالية    زلزال بقوة 5.5 درجات يضرب منطقة شينجيانغ الصينية    نائب وزير الخارجية يلتقي نائب المدير التنفيذي لليونيسيف    بلدية البطين تكثف أعمالها الرقابية خلال الربع الثالث لعام 2024م    فرع هيئة الأمر بالمعروف بنجران يشارك بالمنصة التوعوية في مهرجان مزاد الإبل    شواطئ وجزر خلابة.. «وادي لجب».. وجهة سياحية يقصدها عشاق المغامرة    شتاء السعودية 2024: 4 مغامرات ووجهات ترفيهية في جدة لأوقات عائلية لا تُنسى    أبرزهم رينارد ولوشيسكو وتيتي… 5 مدربين مرشحون لقيادة الأخضر السعودي    برشلونة يضرب ريال مدريد برباعية    موعد مباراة الهلال القادمة بعد الفوز على التعاون    المساجد في الدول الإسلامية والغربية    دق باب السجن وطلب أن يحبس    وصول الطائرة السعودية الإغاثية ال 13 إلى لبنان    باحثون يطورون جهازاً لكشف السرطان    ميتروفيتش يبتعد بصدارة هدافي الدوري السعودي    رسالتي إلى إدارات أندية المدينة المنورة    فاعلية و كفاءة    بشائر الخير هلت    الزعيم.. سكري    اليمامة إكسبريس تطلق مستودعها اللوجيستي الأول لتوسيع أعمال توصيل الطرود    أرض الحضارات    مدير «تعليم عسير»: إنجاز الخثعمي يترجم دعم القيادة للتعليم    بين «كذا وكذا» تكمن المشكلة    السعودي إن لم يُحب لا يكره    «ترمب» أم «هاريس»...؟!    مساء الإنسانية    ختام الدورة العلمية التأصيلية للدعاة والأئمة في المالديف    أمي ماتت.. لكنها بقلبي حية    مباحثات تعاون بين "الطب البديل" ودار النشر بجامعة الإمام    ملتقى علمي يبحث استخدام الخلايا الجذعية في طب العيون    «همبرغر ماكدونالدز» يقتل شخصاً ويُصيب 13 ولاية أمريكية ب«التسمم»    إلا خدمة «وصفتي»    أمير الجوف يُعزّي العتيبي    مركز الأمير سلطان الحضاري بجازان: معلم ثقافي وتنموي بارز في المنطقة    244 مروحة لتبريد المسجد الحرام    نائب مفتي القرم: التقنية سهلت رحلة العمرة    تعليم الرياض يطلق معرض إبداع 2025    تكريم الفائزين بجائزة الأمير محمد بن فهد في دورتها الثالثة لأفضل أداء خيري في الوطن العربي    الناعقون وشيطنة «السعودية»    سموه عقد اجتماعًا مع رؤساء كبرى الشركات الصناعية.. وزير الدفاع ونظيره الإيطالي يبحثان تطوير التعاون الدفاعي    «الحسكي».. واحات طبيعية ومكونات سياحية مميزة    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



التنمية هي الليبرالية والليبرالية هي التنمية
نشر في الجزيرة يوم 04 - 01 - 2019

أنا ممن يؤمنون إيماناً عميقاً أن (التنمية هي الحل). والتنمية التي أعنيها ليست فقط تنمية اقتصادية، رغم أنها بيت القصيد، ولكنها التنمية الشاملة، التي يأتي الاقتصاد جزءاً رئيساً منها. ولن يكون للعرب حضارة إلا باتباع النهج الليبرالي الغربي، الذي ثبت تفوقه، والذي نحن الآن مستهلكين له، سواء شئنا أو أبينا. جرَّب العالم العربي الحلول الأخرى في الماضي القريب، وتحديداً قبيل الثورات العربية، التي كانت تُسمى (الربيع العربي) وثبت كما هو واضح للبيان فشلها الذريع. السبب أن تلك الثورات في خطاباتها الأساسية كانت تدعو إلى العودة إلى التراث الموروث، وإعادة إحيائه وتطويره ليكون هو القائد نحو الحضارة والهروب من التخلّف، لكنه فشل فشلاً ذريعاً عند التطبيق. لذلك لا أجد مناصاً من اتباع مناهج الأمم المتفوقة، واستيعابها جيداً، ومحاولة تطبيقها على الأرض. دون ذلك فإننا سنظل نبحث وندور في حلقة مفرغة، بينما الأمم التي سبقتنا في الحضارة، وأنتجت كل هذه المنجزات التي نستهلكها، هي أمامنا، ونصر على اختراع نهجاً جديداً خاصاً بنا كعرب، بحجة أن هويتنا الإسلامية العربية لا تتناسب معه. ونحن بذلك مثل الذي يترك طريقاً مردوماً مسفلتاً، ونصر على اختراع طريق جديد، لنا وحدنا، وهنا مشكلتنا الفكرية والمعرفية العويصة. تسأل: لماذا لا نسلك هذا الطريق الذي سلكه غيرنا ووصلوا إلى ما نريد الوصول إليه؟.. يجيبون بأننا لا نريد أن نفقد هويتنا. ليبرز السؤال الذي تحدث عنه الأستاذ المفكر السعودي إبراهيم البليهي: هل الهوية ملك لنا، نسخّرها لمصالحنا، أم أننا عبيد لهذه الهوية المزعومة التي تحوّلت إلى عوائق جمة للوصول إلى أهدافنا التنموية؟..
نعم، الليبرالية الغربية هي الحل. فلا يمكن لأمة أن تنمو وتتخلص من براثن التخلّف إلا أن تسلك النهج الليبرالي، الذي هو فضاء كبير وواسع، تأخذ منه كل أمة ما يتناسب مع ظروفها، سواء تلك الظروف المرحلية أم النهائية. والقول الذي سعى لترسيخه بعض المتأسلمين أن الليبرالية تتناقض كلياً أو جزئياً مع الإسلام كدين، هو وهم كبير، إذا لم تكن كذبة كبيرة، تسقط وتتهاوى عندما تضعها تحت مجهر البحث والاستقصاء والتمحيص. فالأديان كلها، بما فيها دين الإسلام، هي علاقة بين الإنسان وربه، وهو مقتضى ما اصطلح الفقهاء عليه تحت مسمى (أركان الإسلام الخمسة) فكل هذه الأركان لا علاقة لها بمفهوم الليبرالية بمعناها الواسع، وليس باختزالها في تجربة معينة، سواء أتتنا من الغرب أو من الشرق؛ كما أن الليبرالية ترتكز من حيث المبدأ على (الحرية) لكنها حرية منضبطة وليست مطلقة، والضوابط تحددها مصالح الإنسان الذي تدور وتحور حول مصالحه كل المفاهيم الليبرالية. والنهج الليبرالي لا يفترض أن يكون كلاً لا يتجزأ، وإنما يمكن أن يكون تطبيقه على مراحل، إذا كان الهدف النهائي هو الوصول إلى الليبرالية الكاملة؛ وتجربة كوريا الجنوبية مثال يُحتذى، فتلك التجربة بدأت في بواكيرها بنظام مستبد، هيأ الإنسان الكوري الجنوبي ليكون مؤهلاً لليبرالية، ثم انتهى بالليبرالية في شكلها النهائي، تماماً كما هي في الغرب. أما البدء بالليبرالية والإنسان العربي ما زال يرزح تحت أغلال التراث وقيود الماضي كما هي العراق ولبنان الطائفيتين، فإنها ستفشل، وتتحوّل المجتمعات إلى فوضى عارمة قطعاً.
وختاماً أقول: كل من يقول إن الليبرالية تتناقض مع دين الإسلام، فهو إما جاهل بمفهوم الليبرالية، أو هو إخواني مفترٍ أفَّاك، وذاك وهذا وجهان لعملة واحدة.
إلى اللقاء


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.