يحتاج رد وزارة الخارجية السعودية على قرار مجلس الشيوخ في أمريكا من قضيتي خاشقجي وحرب اليمن -يحتاج- إلى خطوات إضافية منها فريق عمل سعودي سياسي واقتصادي وإعلامي وعلاقات عامة يقوم بزيارات للدوائر الأمريكية السياسية والإعلامية على غرار الحملات التي قامت بها السعودية ونظمتها بعد احتلال العراق للكويت عام 1990م وتفجيرات 11 سبتمبر 2001م، حيث نشطت السعودية حينها بحملات دبلوماسية وإعلامية وفرق متعددة شرحت السعودية موقفها من قضايا عدة أبرزها تفجيرات 11 سبتمبر، واليوم نحتاج إلى حملات مماثلة أو صيغة أخرى لشرح موقف السعودية من قضيتي خاشقجي والحرب اليمنية، وجعلها مستمرة لإعطاء العالم الصورة الحقيقية عن بلادنا ومساهماتها في العالم وحرصها على دعم الاستقرار السياسي والاقتصادي. يصرف على إعلامنا مليارات الريالات الإعلام الحكومي والخاص بما فيها من هيئات ومؤسسات لكن صورتها لا تصل إلا للداخل فقط وكأننا نتحدث مع أنفسنا أو نخاطب بَعضنَا، وهذا قد يحمل في بعض جوانبه الإيجابية لكن الصورة الأهم والأبرز هو حوار الآخر وإيضاح الصورة للغرب في أمريكا وأوروبا، إيضاح صورة السعودية الدولة والشعب والموقف السياسي، بأن يقوم فريق العمل الشامل بجولات مكثفة على المؤسسات السياسية والأكاديمية والإعلامية ومراكز البحوث والدراسات والمحطات الفضائية والتواصل مع صناع القرار والمشتغلين بالرأي العام، والعمل معهم على إعادة بناء صورة بلادنا التي تعرضت للتشويه، فهذا بلا شك سيحقق الأهداف المطلوبة، التي لم نكن نلقي لها البال والأهمية، فكان من الأفضل أننا استوعبناها من أزمة 11 سبتمبر حين شنت علينا الماكينة السياسية والرأي العام الغربي حملة كانت ستثبت التهمة علينا وتجعلنا متورطين. الإعلام الأمريكي بشقيها التقليدي والإلكتروني والسياسة الأمريكية بل هو العالم بأسره تسيّره مصالح الدول والقيادات والشخصيات والأحزاب والتكتلات لذا لا بد أن نتحرك سريعًا مع الكتل السياسية في أمريكا والاتحاد الأوروبي ومنظمات الأممالمتحدة لإغلاق هذا الملف قبل أن يتحول في أيدي الخصوم إلى ملف العصا والجزرة والحملات التلفزيونية والصحفية التي لا تنتهي.