نجح فريق الحزم في إلحاق الخسارة الأولى بالهلال هذا الموسم، محققاً ماعجزت عنه جميع فرق الدوري. وهو بلا شك فوز تاريخي لأبناء الرس لن تمحوه الذاكرة بسهولة، وفيه تأكيد بأن الإدارة الحزماوية بقيادة رئيسها الشاب عبدالله المقحم قد نجحت في صنع فريق يستحق الاحترام والتقدير بعد غياب لسنوات طويلة عن دوري المحترفين بسبب هبوطهم لدوري أندية الدرجة الأولى، فهزيمة أفضل وأقوى فرق الدوري بكل تأكيد جاءت من عمل وجهد كبير بذل من الحزماويين للوصول لهذه المرحلة من التفوق والإبداع. ولعل أجمل مافي انتصار حزم الصمود هو ردة فعل منسوبيه ولاعبيه بعد المباراة إذ اتسمت بالهدوء والعقلانية وعدم المبالغة في الفرح، معتبرين هذا الفوز هو محطة ضمن رحلة طويلة جداً تتطلب عملا أكثر وأكثر. وتقنية الحكم المساعد VAR التي كان يدور حولها جدل ولغط كبير في الجولات الماضية بدورينا من بعض المتحلطمين الذين اعتدنا على صراخهم مع كل هزيمة لفريقهم منذ سنوات طويلة جداً، كانت حاضرة في لقاء الهلال والحزم بل كانت عاملا وسببا رئيسا في انتصار الحزماويين بالنقاط الثلاث، وذلك من خلال الهدف الحزماوي الثاني. ورغم أن الهلال تضرر كثيراً مما حدث بغض النظر عن صحة قرار الحكم من عدمه، فقرار احتساب ضربة الجزاء ورجوع الحكم لتقنية VAR حدث متأخراً وذلك بعد مرور أكثر من دقيقة على وقوع الخطأ وتحول الكرة لهجمة هلالية وسجل منها هدفا ثانيا تم إلغاؤه، إلا أن الهلاليين لم يخرجوا عبر الإعلام ووسائل التواصل الاجتماعي ليشككوا في ماحدث كما يفعل غيرهم دائماً، ولم نسمع تصاريح من مسؤوليه بأن هناك خططا تحاك ضد الهلال في الغرف المظلمة لعرقلة وإيقاف تفوق الزعيم كما يفعل غيرهم، بل على العكس، الهلاليون أجمعوا بعد نهاية المباراة أن فريقهم كان سيئا أمام الحزم ولايستحق الفوز بنقاط اللقاء، وطالبوا من إدارة ناديهم ومدرب الفريق البرتغالي جوسيس بضرورة تلافي بعض السلبيات والمشاكل الموجودة بالفريق حالياً والتي ربما تفقده الصدارة إذا استمرت هذه الأخطاء. هذه الثقافة الهلالية الراقية الثابتة دائماً عند الفوز أو الخسارة هي أحد أسرار تفوق زعيم آسيا وتربعه على عرش البطولات السعودية لسنوات طويلة جداً دون أي منافسة من الفرق الأخرى، وجعلت فريقهم طرفا ثابتا في المنافسة الدائمة وبقية الفرق متحركة من حوله. لكن ياترى ماذا لو كان هذا الخطأ المحتسب على الهلال والذي تسبب بخسارته قد وقع على فريق آخر غيره، أعتقد أننا سنكون حينها أمام مشهد من الصراخ والتشكيك بالنوايا لانهاية لها أبداً ربما يستمر حتى نهاية الدوري. الرُقي الذي كان عليه الهلاليون وتعاملهم مع الحالة بأنها أمر طبيعي جداً، وإيمانهم بأن القرار المتخذ من الحكم بعد رجوعه لتقنية VAR هو القرار الصح هو درس مجاني لبعض البكّائين، بضرورة أن يتعلموا بأن أخطاء الحكام هي جزء من لعبة كرة القدم وهي لاتستحق كل هذا التشنج والصراخ الذي نشاهده من البعض مع كل خسارة.