في خطوة عجيبة، ولكنها غير مستغربة، في ظل الحملة الشرسة على المملكة في الإعلام الأمريكي، نشرت مجلة الفورين بولسي مقالا، يتهم المملكة بأنها تحارب عضوًا في الكونجرس!!، ومن يقرأ العنوان، يعتقد أن المملكة الرسمية هي من فعل ذلك، هذا على افتراض صحة الادعاء، ولكن عندما تقرأ المقال، تجد أنه يستعرض ما أسماه هجومًا على الفائزة بعضوية مجلس النواب، الأمريكية من أصل صومالي، الهان عمر، وهي شابة تم دعمها بقوة من قبل اليسار الأمريكي، منذ فورة سيطرة اليسار على أمريكا، زمن باراك أوباما ورفيقيه، جون كيري وهيلاري كلينتون، ثم تم الدفع بها بقوة، على الطريقة الأوبامية، وتم ترميزها كأحد أبرز دعاة الحقوق والحريات، ويدور الحديث حاليًّا عن كيفية التعامل معها، إذ إن النظام يمنع ارتداء أي شكل من أشكال غطاء الرأس في الكونجرس الأمريكي، ويبرع الديمقراطيون في تصعيد مثل هذه القضايا لمناكفة الرئيس ترمب. كان كاتب هذه السطور من ضمن من استشهد بهم مقال الفورين بولسي، إذ تم ترجمة تغريدة لي، انتقدت فيها الهان عمر، بعد أن هاجمت المذكورة المملكة بشراسة، عندما صدر بيان البيت الأبيض بخصوص حادثة تركيا، ورغم أنني قلت في تغريدتي إن العرب والمسلمين، الذين يقيمون في الغرب، ثم يحصلون على الجنسية، ويفوزون بمناصب سياسية، يصبحون من ألدّ أعداء العرب والمسلمين، وهذه رؤية مبنيّة على حقائق وأرقام، وسبق أن كتبت عنها كثيرًا، إلا أن كاتبة مقال مجلة الفورين بولسي اتهمتني بالعنصرية! ولا أدري من أين استقت ذلك، فلم أتعرض للون بشرة الهان ولا ديانتها، ولكنني لم أستغرب ذلك، فمعظم الإعلام الأمريكي حاليا يعيش فترة فقدان للبوصلة، ويهاجم ويدّعي ويستعدي، ضد ترمب وحلفائه الإستراتيجيين في الشرق الأوسط، وكل من يعتقدون أنه يدور في فلك رؤيتهم. الناشطة، الهان عمر، تدعمها بقوة منظمة كير، التي يديرها الإخواني الفلسطيني، نهاد عوض، و»كير» منظمة إخوانية خالصة، يدعمها التنظيم الدولي ونظام قطر، وغني عن القول إن نهاد عوض، الذي سبق استضافته في المملكة، يعتبر من أشرس خصوم المملكة حاليًّا، وازداد عداؤه بشكل غير مسبوق، منذ حادثة تركيا، وهو عداء مدفوع الثمن بريالات الغاز القطري، ولا أدري لماذا يهمل عوض قضيته الأولى، أي قضية فلسطين، ويتفرغ للهجوم على المملكة، أكبر الداعمين لما يفترض أنها قضيته الأساسية، ولكنها المواقف السياسية الرخيصة، التي لا تستند على مبادئ ولا أخلاق، ولا يراودني شك في أن الهان عمر ستصبح في موقف المعادي للمملكة، فلم تدعمها منظمة كير الإخوانية ونظام قطر لوجه الله، وإنما لتصبح خلية وأداة، من خلال مجلس النواب، ولأهمية هذا الموضوع، فسنواصل الحديث عنه في المقال القادم!