في مقال قوي للغاية، كتبه وزير الخارجية الأمريكي، مايك بومبيو، في جريدة الوال ستريت جورنال الرصينة، تحدث عن أهمية العلاقات الإستراتيجية، بين المملكة العربية السعودية وأمريكا، وقبل التطرق لأبرز ما ورد في المقال، يحسن التذكير بأن كتابة مسؤول أمريكي بحجم وزير الخارجية عن هذا الأمر له دلالات كبيرة، إذ نادرا ما يكتب كبار مسؤولي الإدارة الأمريكية في الصحافة، وكتابتهم تعني أهمية الموضوع الذي يتطرقون له، ويبدو أن إدارة الرئيس ترمب قد ضاقت ذرعا بالهجوم الشرس والضغط، الذي يمارسه الديمقراطيون واليسار الغربي عموماً، على إدارة ترمب، وهو الضغط، الذي يهدف إلى إفساد التحالف السعودي-الأمريكي الإستراتيجي لصالح محور التشدد في منطقة الشرق الأوسط، الذي تمثله إيران، وهذا خط أحمر بالنسبة لترمب، الذي يحاول إصلاح الأضرار الفادحة، التي تسبب بها سلفه باراك أوباما. كانت أهم عبارتين كتبهما وزير الخارجية، هي أن أي المساس بالعلاقات السعودية-الأمريكية خطأ فادح بحق الأمن القومي الأمريكي، وأن المملكة هي «القوة الضامنة» لاستقرار منطقة الشرق الأوسط، وبهذا الخصوص، أود التذكير بأن وزير الدفاع الأمريكي الحالي، جيمس ماتيس، الذي كان قائدا للقيادة المركزية الأمريكية في عهد أوباما، وهي القيادة التي تقع تحت مسؤوليتها أكثر مناطق العالم اضطرابا، كان قد رفع تقريراً لإدارة الأخير، يحذر فيه من الخطر الذي تمثله إيران على الأمن القومي الأمريكي، ويطالب بزيادة عدد القوات الأمريكية الموجودة في المنطقة، وبعد أن أرسل التقرير، عزله أوباما، وقد قال الجنرال ماتيس لاحقا إن أمن أمريكا القومي أهم عليه من البقاء في منصبه، في إشارة إلى انجراف أوباما في التقارب مع إيران، وعدم اكتراثه بأمن أمريكا القومي!. وعلاوة على ذلك، فقد أشار وزير الخارجية إلى أن: «النفط والاستقرار الاقتصادي للمملكة هما مفتاحا الرخاء الإقليمي وأمن الطاقة العالمي»، وهذه شهادة أخرى من مسؤول أمريكي كبير، على أهمية المملكة بالنسبة لأمريكا والعالم، كما انتقد بومبيو بشدة، أولئك الذين ينتقدون ترمب، بسبب حرصه على بقاء التحالف الأمريكي-السعودي قويا، بدعوى نصرة حقوق الإنسان، إذ قال إن ذات الأشخاص، الذين يهاجمون ترمب حاليا، هم الذين دعموا تقارب أوباما مع إيران، وأيّدوا تسليمها عشرات المليارات، لتتوسع في المنطقة، وتدعم حركات التطرف والإرهاب، رغم أنها قتلت عشرات آلاف الأبرياء داخل إيران وخارجها، وخلاصة القول، هي إن إدارة ترمب، حسمت أمرها، وأعلنت من خلال كبار أركانها أن التحالف الإستراتيجي مع المملكة أمر في غاية الأهمية، وخط أحمر لا يمكن المساس به، وهذا يؤكد أهمية المملكة لأمن العالم واستقراره، وهو الأمر الذي يتم تأكيده باستمرار!.