ضمن حراكها الثقافي الدائم وحضورها المتجدد بمختلف المحافل العلمية والثقافية شاركت الملحقية الثقافية بجمهورية النمسا بجناح خاص مميز بمعرض فيينا الدولي للكتاب بدورته الثامنة عشرة، إذ افتتح الجناح معالي سفير خادم الحرمين الشريفين بجهورية النمسا خالد بن إبراهيم الجندان بحضور الملحق الثقافي بجمهورية النمسا الدكتور عبدالرحمن بن حمد الحميضي، ومدير عام صندوق أوبك الدكتور عبدالحميد الخليفة ولفيف من أعضاء السلك الدبلوماسي ورجالات الفكر والثقافة، إذ زخر البرنامج الثقافي للجناح السعودي بمنظومة من المحاضرات الثقافية وورش العمل الأدبية حيث ستقام طوال أربعة أيام المعرض هذه الندوات التي استضيف فيها كوكبة من الأدباء والأديبات السعوديين، كما روعي تصميم الجناح أن يجسد هوية التراث السعودي العريق مكتسية جدران المعرض بمختلف اللوح التشكيلية علاوة على صور تعرض أبرز المعالم الثقافية في المملكة، كما حرصت الملحقية أن يضم جناحها أحدث الإنتاج الأدبي السعودي من الإصدارات إضافة إلى عرضها سلسلة من نفائس الكتب القيمة من ثقافة شبه الجزيرة العربية. وفي تصريح خاص ل«الجزيرة» أكد سعادة الدكتور الحميضي أن مشاركة المملكة العربية السعودية بمعرض فيينا الدولي تأتي امتدادا للشراكة الاستراتيجية في التعاون العلمي والثقافي مع مختلف المؤسسات والجهات النمساوية المعنية بالأدب والثقافة، مشيرا الحميضي إلى ما يلقاه المخزون الثقافي الكبير للمملكة من إقبال واطلاع واسع من المجتمع النمساوي وما تجسده المملكة من تاريخ عريق ليس لشبه الجزيرة العربية فحسب بل وللعالمين العربي والإسلامي، مؤكدا أن هذه المشاركة سلطت الضوء على تطور الحركة الثقافية بالمملكة والأثر الريادي الهائل لرؤية 2030 على صناعة الثقافة السعودية وما صاحبها من نهضة في مختلف المجالات الثقافية وما تبعها من صناعة إلى أرض الواقع لمضامين الرؤية ممثلة أولا بإنشاء الهيئة العليا للثقافة ثم وزارة الثقافة، وما تلقاه مشاركات المملكة من عناية واهتمام من قبل القيادة الرشيدة موجها سعادة الحميضي شكره البالغ لمعالي وزير التعليم الدكتور أحمد بن محمد العيسى على متابعته الدقيقة ودعمه المتواصل لبرامج الملحقية الثقافية التي ساهمت بشكل كبير في نقل التاريخ الثقافي السعودي للمثقفين النمساويين تلبية لرغبة شريحة كبيرة من المثقفين والمؤرخين النمساويين للاطلاع على هذه المصادر الثمينة، من خلال برنامج الترجمة الموسوعية التابع للملحقية الذي ترجم من اللغة العربية للألمانية والعكس مجموعة من الإصدارات الرصينة كانت محل إشادة وثناء مختلف المؤسسات الثقافية العريقة في المملكة والنمسا التي صدرت بالشكل الورقي والإلكتروني تسهيلا للوصول لها للقارئ الكريم ومساهمة من المملكة في رقي الثقافة العربية. الجدير بالذكر أنه بلغ عدد المشاركين بالمعرض في دورته الحالية زهاء 23 دولة بمجموع إصدارات بلغ عشرة آلاف كتاب وووصل عدد الزوار لليوم الأول قرابة الخمسين ألف زائر.