رؤية مَخرج طوارئ مُغلق أو موصد بالسلاسل أمر مُحزن، يعني احتمالية خسائر في حال وقوع كارثة -لا سمح الله- والمُزعج أكثر هو تبرير المسؤول (إقفال المَخرج) خشية تسرُّب وخروج الموظفين من خلاله، أو إغلاقه خوفاً من استغلاله في سرقة المُنشأة، وأنَّ عدم الاهتمام بمخارج الطوارئ المُهملة أو صيانتها هو نتيجة عدم استخدامها أو الحاجة لها، ممَّا يُحوِّل أسيابها إلى مخازن للكراسي والأوراق والأثاث وكأنَّها فقط لإرضاء الدفاع المدني ومُتطلبات الحصول على رخصة.. ما يعكس في النهاية عدم استشعار هؤلاء لأهمية هذه المخارج وضرورتها لتكون سالكه وسهلة الفتح لتُنقذ حياة شخص أو أشخاص داخل المبنى عند حدوث طارئ -لا سمح الله. الإبلاغ عن كل مخرج طوارئ مُغلق بالقفل، أو غير نافذ ومُعطَّل، أمانة أخذتها على عاتقي بعد مُشاهدتي للكثير من المآسي التي حدثت نتيجة عدم وجود مخرج للطوارئ بالشكل الصحيح والقانوني وفق معايير السلامة، إمَّا بسبب إهمال أو عدم مُبالاة صاحب المُنشأة، أو التراخي من قبل فرق التفتيش والمُراقبة، لذا أتمنى أن يتعامل الدفاع المدني مع (مخارج الطوارئ) باهتمام أكبر، يليق بهذه الثقافة المُهملة في بعض الأبراج والمباني، والمعدُّومة في مُعظم منازل السعوديين، فرغم أهميتها القصوى كعمل احترازي في حال حدوث الحرائق والحوادث داخل المنازل والبيوت، فإنَّنا لا نكتفي بعدم وجودها، بل نعمل عوضاً عن ذلك بوضع المزيد من الحديد على النوافذ العلوية، وإحكام إغلاقها وكأنَّنا نُكبِّل بيوتنا تكبيلاً، لا أعرف هل ستستمر هذه الثقافة العقيمة معنا طويلاً، أم أنَّ تصاميم بيوت السعوديين قد تُشابه يوماً ما التصاميم الآمنة للبيوت الغربية والشرقية التي تعتمد السلامة ومخارج الطوارئ أولوية وتعطيها الأهمية القصوى. فيما مضى كنت ممَّن يرى أنَّ وجود السلالم الجانبية في بيوت الأجانب، يُشوِّه المنظر العام ويُساعد على السرقة والتسلل إليها، وأنَّ هؤلاء غير مُبالين للحفاظ على مبانيهم ومُمتلكاتهم مع ارتباط كل دور بسلم خلفي أو جانبي، ولكنَّني آمنتُ أنَّنا نحن غير المُبالين، وأنَّنا المُفرِّطين بحياتنا وحياتنا من يسكن في بيوتنا. وعلى دروب الخير نلتقي.