الصورة التي التقطتها «عدسة الزميل محمد الزهراني» ونشرتها عكاظ على «صدر صفحتها الأولى» صبيحة حادثة حريق مدرسة «براعم الوطن الأهلية في جدة» تختصر لك أين تكمن المشكلة تماماً؟!. فما الذي دفع «طفلة» لم تتجاوز «السابعة» من عمرها، للقفز من «الدور الثالث» رأسها متجه إلى الأرض و«رجليها» في السماء، إنه الهروب من الموت، بعد أن شمت «رائحته بأنفها»، و«رأته بعينيها»، ووجدت نفسها «حبيسة جدران صماء» و«شبابيك مكبلة بالحديد» و«ألسنة لهب تلظى» و«دخان لا يبقي ولا يذر» ؟!. عذراً صغيرتي إنها «التصاميم العقيمة» لمدارسنا، ومستشفياتنا، وفنادقنا، بل ومعظم «المباني لدينا» بشكل عام، للأسف مبنى تعيش فيه نحو «1000 طالبة» لأكثر من «6 ساعات يومياً» لا توجد به «مخارج طوارئ» للحريق أو الإخلاء؟!. أظن أن هذه «الحادث» يستوجب على «وزارة التربية والتعليم»، العمل فوراً على «إلزام مقاوليها» بوضع «مخارج طوارئ» و«سلالم خارجية» لكل دور يوجد به «فصول دراسية» يمكن الخروج معه بسرعة إلى فناء المدرسة أو إلى خارجها في حالات الطوارئ. من المؤسف أن «ثقافة الطوارئ» والتعامل مع الإنذار بجدية، ثقافة لا نتقنها ولا نجيدها في حياتنا اليومية، أو نربي أطفالنا عليها، فمبانينا ومجمعاتنا السكنية والتجارية لا نحرص على احتوائها على «أنظمة أو أجراس إنذار» سوى لإرضاء «رجل الدفاع المدني» عند التفتيش للحصول على الرخص اللازمة. بل عند «سماعنا» صوت جرس الإنذار ونحن في فندق أو سوق أو مكتب، لا نبالي إطلاقاً ولا نحرك ساكناً، بل نستمر فيما نحن فيه نأكل أو نجلس أو نمشي و نتبضع، «دون اكتراث» لمدى خطورة الإنذار وكأن الأمر لا يعنينا. في أوروبا، وبعض الدول العربية كنا نستغرب عند «مشاهدتنا» في جانب المبنى «الأيمن أو الأيسر» لسلالم خارجية تتصل بكل دور حتى الأرض، كنا نظن أنها تشوه المنظر العام وتساعد على السرقة ودخول وخروج «الحرامية» وكنا نعتقد فيما مضى أنهم غير مبالين للحفاظ على مبانيهم ومحتوياتها فكيف يسمح بوجود مخرج سري أو جانبي لكل طابق في بناية، إنها «تشوه منظر تلك المباني»!!. وبمرور الوقت وتعدد الحوادث في بعض المباني لدينا، اكتشفنا أن عدم وجود مثل هذه «المخارج» هو ما يشوه مبانينا ومنازلنا «نحن»، وأن الحرامية من المقاولين والمراقبين هم الذين سرقوها في الأصل من مخططات ونماذج تصميم مبانينا. فمن يا ترى سيعيدها لنا؟!. وعلى دروب الخير نلتقي.