في سنة 1992 استلمت شركة أديداس خطابًا مكتوبًا بخط اليد من لاعب صغير بعمر 18 سنة، يلعب كرة القدم في إنجلترا. هذا اللاعب الصغير كان ديفيد بيكهام!.. أتدرون ماذا يعني هذا؟ يعني أن أفضل وجه تسويقي في تاريخ كرة القدم، وأكثر لاعبيها وسامة على مدار عقود سابقة، هو بنفسه مَن سعى للرعاية! هو بنفسه من خاطب الرعاة ومنتجي المستلزمات! ديفيد بيكهام فيما بعد أصبح علامة تجارية في حد ذاته. وجوده في أي نادٍ يعني الربح.. ذهب بعد مانشستر يونايتد إلى مدريد في إسبانيا؛ ليأخذ رقم قميص عبقريًّا، هو 23، رقم ماكينة التسويق الرياضي مايكل جوردان نفسه. ذهب بعدها لأمريكا في لوس أنجلوس؛ لتعني أنشطة النادي التسويقية في أمريكا الشمالية ملايين الدولارات، ثم إلى إيطاليا مع ميلان؛ ليشكل مع رونالدينهو ثنائيًّا رهيبًا في أنشطة التسويق والمبيعات والدعاية! راهنت عليه شركة أديداس، وكسبت الرهان؛ فأنتجت له حذاء خاصًّا، يسمى Predator. ليس الفيلم الشهير بطولة أرنولد شوارزنيجر الذي صارع فيه الكائن الفضائي، ولكنه الحذاء العلامة. إنه المفترس في فترة بداية الألفينات الذي ارتداه بيكهام وزيدان ذو الأشرطة البيضاء الكبيرة على خلفية حمراء بطول الحذاء الأسود! بيكهام أوصل مبيعات أديداس منذ علاقة الرعاية منذ سن 18 سنة إلى أرقام صعبة الحصر. أما عن بيكهام فقد كان راتبه في 2012، وقت صدور آخر إحصائية وهو في الملعب مع باريس سان جيرمان: 5 ملايين دولار. بينما كانت أرباح الإعلانات والتسويق الرياضي الخاصة به (كم تتخيل عزيزي..؟): 42 مليونًا! معلومة مهداة لكل نجم رياضي.. شاهد ماذا أدخل اللاعب من أنشطة التسويق الرياضي مقارنة براتبه! حالة تسويق فريدة. فيما بعد كتبت مئات الصحف تقارير عن قوة علامة بيكهام، وأثره في أنشطة التسويق الرياضي بعناوين مثل «ديفيد بيكهام داخل ماكينة التسويق الخاصة به».. «بيكهام.. تاريخ مع الإعلانات».. «ديفيد بيكهام.. الأيقونة التسويقية».. وأنتجت بوليود فيلمًا فيه اسمه بعنوان اركلها مثل بيكهام أو bend it like beckham.. فيلم اشتُهر جدًّا لوجود اسمه في العنوان!.. فيما بعد نشرت الإيكونوميست تقريرًا عن ظاهرة اللاعب التسويقية بعنوان جميل يشبه الفيلم: سوِّقها مثل بيكهام.. branded like beckham! رعاة ربما تراهم قليلين.. لكن انظر لحجم الكيانات التي تعامل معها.. رعاته 5 رعاة، هم: سلسلة ساينسبري الشهيرة في بريطانيا - أديداس العملاقة - HالجزيرةM الشهيرة للأزياء - سامسونج الكورية - فودافون الإنجليزية، بجانب إعلانات شهيرة متفرقة لعلامات سيارات - مستحضرات حلاقة وتجميل للرجل - ساعات - عطور - مشروبات شهيرة مثل بيبسي وتولي حملاتها الإعلانية في بطولات كأس العالم! * الدرس المستفاد من قصة بيكهام هو أنه لم ينتظر من أي راعٍ أن يشاهده ويقرر التعاقد معه.. بل هو من اختار راعيه الأكبر في العالم وقتها (أديداس).. وهو من خاطبها.. وبهذه السن.. بدون استشارة أو وساطة.. بوسيلة ساذجة، هي ورقة بخط اليد.. هذه الوسيلة الساذجة كانت بداية علاقة بيكهام بعلامته الشهيرة في أنشطة التسويق.. وبحذائه الشهير.. المفترس! كابتن إنجلترا! في 2017 كانت علامة بيكهام تجني أرباحًا وصلت ل 50 مليون دولار كما نشرت CNBC الأمريكية. شراكته مع زوجته فيكتوريا في الإعلانات كانت مداخيلها 19.3 مليون باوند في عامين؛ لأنهما الوجه المفضل لكثير من العلامات التجارية العالمية. الرعاية مع أديداس بعد الخطاب الذي أشرنا إليه، والذي كان في 1996، استمرت حتى 2013 حتى اعتزاله. كانت أديداس تسميه «كابتن منتخب بلاده.. الموقر والمحبوب!».