تضاهي العائدات المالية لعقود انتعال كبار نجوم كرة القدم الأحذية الرياضية أحياناً، أمثال الأرجنتيني ليونيل ميسي والبرتغالي كريستيانو رونالدو، ضخامة ما يتقاضونه من أنديتهم، خصوصاً أن تصاميم تُعدّ لهم خصيصاً، وتصبح بعد إطلاقها «سلعاً تجارية» تدرّ أرباحاً بالملايين على شركات المستلزمات الرياضية. وتتخطّى المسألة انتعال هؤلاء اللاعبين هذا الطراز أو ذاك، إذ يصبحون سفراء هذه العلامة التجارية ويرتبطون بالتزامات صارمة على صعيد العلاقات العامة. ويوضح الاختصاصي في حقوق الصورة فرانك هوكميلر: «إذا وقّعتَ صفقة مع أديداس، نايكي أو بوما، فهذا يعني أنهم اشتروا حقوق صورتك، ويترافق ذلك مع حجم معيّن من متطلّبات العلاقات العامة وإدارة الشبكة الاجتماعية». وتهدف الشركات المعنية إلى تسليط الضوء على منتجاتها، وتعتقد أن هذا الأمر يستحق أن تدفع ملايين من أجله. ويرى كيفن جوفري، المسؤول في موقع «footpack.fr» الفرنسي المتخصص بأخبار الملابس الرياضية، أن «الشركات تستثمر أموالاً طائلة، وتريد أن تجني شيئاً في المقابل»، لذا، تُسخّر حسابات اللاعبين على مواقع التواصل من أجل هذه الغاية. فمثلاً، روّج نجم وسط «آرسنال» الإنكليزي والمنتخب الألماني مسعود أوزيل أخيراً لشركة «أديداس» في حسابه على «إنستغرام»، مشيراً إلى علاقة مدفوعة تربطه مع العلامة التجارية الألمانية. ويقال إن المبلغ الذي يتقاضاه يصل إلى نحو 4,19 مليون يورو في السنة. ووقّع لاعب وسط فرنسا و»مانشستر يونايتد» الانكليزي بول بوغبا أخيراً صفقة لأعوام مع «أديداس» بقيمة 40 مليون يورو، علماً أن البرتغالي رونالدو يجني من «نايكي» نحو 7 ملايين يورو سنوياً. وعلى رغم اعتزاله اللعب عام 2013، لا يزال النجم الإنكليزي السابق ديفيد بيكهام على علاقة مع «أديداس»، لأن نمط حياة المشاهير الذي يعيشه يتناسب تماماً مع الاتجاهات الرياضية الحالية. وليس استخدام لاعبي كرة القدم من أجل الترويج للمنتجات جديداً، ففي ثلاثينات القرن العشرين أطلق أندريه أبيغلن، المهاجم السويسري في نادي «سوشو» الفرنسي، علامته الخاصة للأحذية بشعار: «من أجل عامل جيد أدوات جيدة، ومن أجل لاعب جيد أحذية جيدة». ولكن لا يخلو الأمر من تضارب في المصالح، فنجم هولندا الراحل «الطائر» يوهان كرويف لم يكن يوافق على اللعب مع منتخب بلاده إلا إذا سُمح له بانتزاع أحد خطوط «أديداس» الثلاثة من قميصه لأنه كان موقِّعاً مع العلامة التجارية الفرنسية «لو كوك سبورتيف». وفي «مونديال 1998»، تجنّب مدرّب منتخب فرنسا إيميه جاكيه مشكلة بعدما هدد عدد من لاعبيه بعدم المشاركة بسبب إجبارهم على انتعال أحذية «أديداس» وهم مرتبطون مع شركات منافسة. وفي نهاية المطاف، خاضوا المباريات بحذاء «أديداس» وتُوّجوا أبطالاً، ولكن منذ ذلك الحين، سمح لهم بانتعال الأحذية التي يريدون. كما يقال إنه لم يُسمح سوى للاعبين الفرنسيين الذين يرتدون حذاء «نايكي»، بالجلوس في الصف الأمامي خلال الصورة الرسمية للمنتخب المشارك في «مونديال 2014»، بصرف النظر عن فارق الطول بينهم، لأن العملاق الأميركي هو الراعي الرسمي لمنتخب «الديوك».