منذ عقد وأكثر من الزمان كان الطلب يتزايد من قبل بعض عشاق ومهووسي الفنانات والمشاهير بإجراء عملية تجميلية على كامل الوجه ليكونوا نسخة مقلدة، أو طلب بعض التعديلات «بالقطاعي» على الأنف أو الشفاة للحصول على طلة قريبة الشبه من مشاهير الفن والغناء. الآن أصبح التشبه بالنجوم ضربا من الماضي فالكل معجب بنفسه وصورته بعد الحصول على إطلالة جاذبة ومتألقة من فلاتر السناب شات، التي أسرت الغالبية بالإدمان عليها حتى تحولت صورنا لأيقونات نعشقها، ومع تنامي الاستخدام لفلاتر شناب شات أصبح مشهد إحضار صورة مفلترة والذهاب إلى طبيب التجميل مشهدًا مألوفًا، ليحولنا طبيب التجميل لنسخة مكررة من تلك الفلاتر الفاتنة. متلازمة «الفلترة» هي ظاهرة جديدة بدأت تغزو المجتمعات مع تنامي الاستخدام لسناب شات والفلاتر المتعددة التي تصفي وتحسن من الصور الشخصية. وقد ظهر مصطلح «Snapchat dysmorphia» في عالم الجراحات التجميلية لوصف المهووسين بصورهم المفلترة عبر سناب شات، والباحثين عن جراحة تجميلية للظهور كنسخة من الصورة المفلترة. في الواقع قد تكون العيوب التي يرغب الشخص في إخفائها مبالغا فيها، لكن التفكير المتزايد والمقارنة بين الصورة الأصلية والمفلترة تدخل الشخص في دوامة الأفكار السلبية، وتؤثر بلا شك في ثقة الإنسان بنفسه وتفاعله مع العالم الخارجي، حيث نرى ذلك جليا في استبدال الناس لهويتهم الحقيقية واستخدام الصور المحسنة أو إجراء عملية تجميلية للحصول على الصورة المثالية في سناب شات. ظاهرة التقاط الصور الشخصية السيلفي ونشرها على شبكات التواصل الاجتماعية أخذت حيزًا من اهتمام العلماء والباحثين بالظاهرة ومراحل نموها وتطورها المستمر من خلال تطبيق السناب شات, وقد توصل مجموعة من الباحثين الكوريين من خلال دراسة تأثير السيلفي على الأشخاص ومدى تأثيرها على الحساسية الاجتماعية واحترام الذات إلى أن التقاط صور السيلفي ومشاركتها يمكن أن يؤدي إلى زيادة الحساسية الاجتماعية، وتقليل احترام الذات. انخفاض تقدير الذات يظهر جليًا مع بناء الهوية الرقمية، واستخدام الصور المعدلة والمحسنة بالفلاتر بديلا عن الصورة الشخصية. كما درس الباحثون كيف يؤثر سناب شات على علاقة الفتيات بأجسادهن ومدى تأثير ذلك على احترام الذات والثقة بالنفس، حيث تعمل الفلاتر المحسنة على عولمة الجمال وتخفيف الاختلافات حول لون البشرة أو الملامح العرقية من خلال تصغير حجم الأنف وتوسيع العيون. الفلاتر في حقيقتها تروج لمعايير نموذجية وغير واقعية، معايير تنحاز لمعايير الجمال الغربي. «Snapchat dysmorphia» المصطلح الجديد يكشف عن اضطراب عقلي لا يحل بالجراحة لزيادة الثقة بالنفس حسب توصية الأطباء من جامعة بوسطن، بل بالتدخل النفسي عبر العلاج المعرفي والسلوكي، للمساهمة والحد من تداعيات سناب شات وتأثيره على الصحة العقلية خصوصًا لدى المراهقين. أخيرًا..»اضحك الصورة تطلع حلوة» لعل يكون عنوان فيلم الفنان الراحل أحمد زكي ملهما للتخفيف من «الفلترة» وتبعاتها على صحتنا العقلية والنفسية.