فاصلة: ((احرص على أن تكون محترما من الجميع، وسيمدحك الجميع)) -حكمة عربية - سناب شات (Snapchat) هو تطبيق رسائل مصورة وضعها «إيفان شبيغل وروبرت مورفي»، ثم أكملت العمل طلبة جامعة ستانفورد. عن طريق هذا التطبيق، يمكن للمستخدمين التقاط الصور، وتسجيل الفيديو، وإضافة نص ورسومات، وإرسالها إلى قائمة من المتلقين قابلة للتحديد. هذا البرنامج التواصلي الذي يستقطب ملايين من المشاهدات يمكن أن يكون إيجابياً أو سلبياً على مستخدميه. على سبيل المثال، نشرت قناة العربية في موقعها الإلكتروني خبراً عن إعلان المديرية العامة لمكافحة المخدرات بوزارة الداخلية، القبض على أحد مروجي المخدرات من مستخدمي برنامج التواصل الاجتماعي «سناب شات». وأوضحت المديرية في تغريدة عبر موقع التواصل الاجتماعي «تويتر»: «إن رجال المكافحة ضبطوا المتهم خلال محاولته إيقاع العديد من الأطفال والشباب والفتيات بالمخدرات عبر البرنامج». هذا المجرم، كان هدفه ترويج المخدرات ولم يدرك خطورة نشر المعلومات خلاله، وهناك أفراد هدفهم التسلية والحديث عن حياتهم الخاصة، وهناك الشخصيات العامة، وخاصة من يعمل في وسائل الإعلام. عبر هذا التطبيق سمحنا بإرادتنا باقتحام خصوصيتنا لكن، هل تدرك الشخصيات العامة تأثير ذلك في تشكيل صورتهم الذهنية لدى الجمهور؟ على سبيل المثال: كيف هي مشاركة الإعلاميين من مذيعين وصحافيين وكتّاب في هذا التطبيق؟ وإلى أي حد استطاعت الصحافيات والكاتبات تحديداً الاستفادة من هذا التطبيق؟ أتحدث عن الصحافيات والكاتبات لأننا إلى وقت قصير لم يكن بعضنا يظهر في وسائل الإعلام إلا كصور فوتوغرافية أو في مقابلات تلفزيونية محدد الهدف منها مسبقا، فكيف هو الوضع الآن بعد أن دخلنا برنامج السناب شات وفتحنا الباب على مصراعيه للمتلقي بالتعرف أكثر على عوالمنا؟. مجتمعنا التي كانت فيه الكاتبة والصحافية لا تظهر بوجهها ولا يعرف المتلقي أو القارئ شيئا عن عالمها هي اليوم في برنامج السناب شات تطلعه على دقائق عالمها من خلال حديثها عبر السناب شات. لم أدخل هذا البرنامج إلا كمتلقية صامتة، أتابع فقط بعض الحسابات لأنني لم أحدد هدفي بعد. لكن السؤال: هل حددت الكاتبات والصحافيات الهدف من تنشيط حساباتهن في السناب شات؟ هل يدركن إلى أي مدى سوف يسهم حسابها في تشكيل صورتها الذهنية أمام الجمهور؟ لأن مشاركة الكاتبات والصحافيات في هذا البرنامج لا ترتبط باختيار جمهور خاص وإنما هي مفتوحة للجمهور. «سناب شات» هو نافذة اختارت الإعلاميات أن تفتحها للجمهور، لكن عليهن أن يدركن حجم التأثير عليهن قبل التأثير على الآخرين.