المؤلف هو عبدالرحمن بن أحمد العبد اللطيف، والكتاب دور المرأة الأحسائية في الأعمال الخيرية من خلال الوثائق الأسرية، مطابع الحسيني الحديثة، 1437ه. وضح المؤلف في مقدمة كتابه أن أهل الأحساء اعتنوا بالأوقاف، واعتبروها مظهراً من مظاهر هويتهم الإسلامية. ثم عرف الوقف، وبين حكمته، والأدلة على حكمه ومشروعيته، ثم ذكر اتجاهات الوقف وحاجة الناس إلى الوقف، وأنواع الأموال الموقوفة، ودور الوقف في المجتمع، بعد ذلك ختم المقدمة بأسماء النساء اللاتي ساهمن ببناء المساجد في الأحساء. تناول المؤلف بعد مقدمته تحليل ما يقارب 55 وثيقة تكلمت عن الوقف النسائي، وكيف كان للمرأة الأحسائية دور بارز في خدمة مجتمعها في حياتها أو بعد وفاتها. وفي الحقيقة أن هذه الوثائق حملت مضامين عدة من ناحية مشاركة المرأة الأحسائية في الحياة الاجتماعية في المنطقة. برز دور المرأة الأحسائية من خلال ما وضحته الوثائق في امتلاكها للشخصية الاعتبارية، وأحقيتها في إدارة أملاكها، وفي التصرف فيها وفق ما تريد، والوقف من أكثر الأمور دلالة على ذلك. إذ أوقفت المرأة الأحسائية بعضاً من أموالها، وأملاكها كالعقارات والمزارع والحلي والأواني المنزلية لأعمال البر والخير، والاهتمام بالمساجد وسقياها، وقراءة القرآن، وكذلك قيامها باعتناق الرقاب بعد وفاتها. كما كان لها الحق في هبة من تريد من أهلها وأبنائها شيئاً من مالها وممتلكاتها، وكذلك إخراج ما يكفي من مالها للحج والأضحية بشكل مستمر بعد وفاتها. بيّنت الوثائق ولاية المرأة، وقيامها بإدارة الوقف وإدارة أموال الموصي وفق ما أراده الموصي وما أوصى به، وهذا يعكسها تمتعها بشخصية مستقلة بعيداً عن هيمنة الرجل، مما يدل على عظمة مكانة المرأة، واحترام مجتمعها لها. في الحقيقة قدّم الشيخ عبدالرحمن العبداللطيف للقارئ المؤرِّخ مخزوناً وثائقياً يمكن للباحث في الحياة الاجتماعية الإفادة منه في دراسات مستقبلية وثائقية. وهذا السفر الوثائقي يشكر عليه الباحث عبداللطيف أن أكرم الباحثين والمؤرِّخين بجزء من وثائقه نتمنى أن ترى البقية مما لديه النور. ** **