حبا الله عز وجل بلاد الحرمين الشريفين بخاصيتين متفردتين هما السياحة الدينية ثم الترفيهية الأولى حيث الحرمين الشريفين والمشاعر المقدسة التي يؤمها الملايين خلال العام الواحد والثانية الترفيهية متمثلة في صفاء الأجواء وروعة المشاهد وجمال الطبيعة في مدننا الساحلية والجنوبية ومنها أبها البديعة - على سبيل المثال لا الحصر- التي من حسن وبهاء جمالها تغنى بها الشعراء والمطربون فغدت مثل فاتنة تخلب الألباب وتعصر الفؤاد متشحة ثوبها الجميل من أشجار وورود وأزهار ومن فوقها سحب ورذاذ واقفة في علوها باعتزاز فخورة بجمالها الأخاذ تزداد روعة وبهاء مع بزوغ كل فجر جديد. بدأت السياحة في المملكة بخطوات حثيثة ثم تمرحلت عبر السنين لتشهد هذا الزخم المتلاحق من التطور والنجاحات ما أكده الإقبال الكبير من المواطنين والمقيمين والمصطافين والمعتمرين والزوار. كل ذلك بفضل الله عز وجل ثم بإرادة قوية من القيادات الحكيمة التي تعاقبت بعطاء زاخر لهذا الجانب الحيوي الذي أصبح مقياسًا لتطور ونمو وحضارة ورقي البلدان والشعوب. ويأتي العهد المزدهر بقيادة رجل العقل والرأي والحكمة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود لتعزيز الجوانب الاجتماعية والاقتصادية والترفيهية ومنها السياحة المعاصرة التي أولاها ولي العهد الشاب صاحب السمو الملكي محمد بن سلمان بن عبد العزيز ليستشرق الحاضر والمستقبل بأفكار تقدمية تواكب العالم تحت صرعة التواصل والاتصالات التي جعلت منه قرية صغيرة تحدق كل واحدة منها في عيون الأخرى وتقف كل قرية على حصاد شقيقتها من إنجازات حضارية فسل ولي العهد السيف من غمده لفتح مجالات جديدة مركزا على السياحة وأهميتها في البنية التحتية والمستقبلية فكان مشروع (نيوم) الجبار على البحر الأحمر في إطار التطلعات لرؤية 2030 الطموحة التي تشمل تسعة قطاعات اقتصادية رئيسة لتعزيز الموقف الاقتصادي للمشروع بدءًا بمستقبل الطاقة والمياه مرورا بمستقبل التنقل ومستقبل التقنيات الحيوية ومستقبل الغذاء ومستقبل التصنيع المتطور ومستقبل الإعلام والإنتاج الإعلامي ومستقبل الترفيه ومستقبل العلوم التقنية والرقمية ثم مستقبل المعيشة كركيزة أساسية لباقي القطاعات هذه الركائز التي حواها المشروع أذهلت العالم شاغلة وسائل الإعلام عربية وأجنبية. بلادنا مؤهلة لسياحة عالمية وقد منحها الله سبحانه وتعالى كل أسباب النجاح في هذا المضمار الذي اعتمدت عليه معظم بقاع العالم كمورد أساسي لتحسين ظروفها وتأسيس قنوات عن طريقها للاستقرار وازدهار شعوبها. وقد كانت لصاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن سلمان بن عبدالعزيز رئيس هيئة السياحة الوطنية اللبنة الأولى في بناء مشروع السياحة حيث بذل وما زال الكثير من الجهد المقدر في سبيل ترقيتها والسمو بها وقد نجح في ذلك محققًا الكثير من الإنجازات السياحية الناهضة في هذا المجال. ويأتي مشروع (نيوم) الجبار ليلبي احتياجات المملكة مستقطبا أفضل الشركات والكفاءات من جميع أنحاء العالم لتطوير قطاعات اقتصادية رئيسية للمستقبل وتطوير الجيل القادم كركيزة أساسية للبنية التحتية للمشروع من خلال التقنية المعلوماتية وبهذا المشروع الفريد تصبح سياحتنا الوطنية قادرة على اختراق الحدود وجذبها. وقفة: بسواعد الرجال تبنى الأوطان