أشرت في المقال السابق إلى أن الأمير الدكتور عبدالعزيز بن محمد بن عياف تناول جانباً مهماً من تاريخ وحاضر مدينة الرياض وأعاد الفضل لله ثم للملك سلمان بصفته أميراً للرياض لمدة ليست قصيرة خطط لبناء وعمران وطراز مدينة الرياض حتى أصبح تصميم وطراز الرياض سمة اختصت به مدينة الرياض بتسمية أطلقها كاتب المقال الأمير عبدالعزيز بن عياف: الطراز السلماني. (جريدة الجزيرة، الاثنين، 9 ربيع الأول الجاري، 27-11-2017م. والذي يعيد النظر في مدينة الرياض التي تجاوز سكانها (6) ملايين نسمة، ومساحتها حوالي (2000) كيلومتر مربع، رغم كبر المساحة وعدد السكان لم تتعرض إلى كوارث كبرى من السيول المنقولة والأمطار كما يحدث في بعض مدن المملكة التي تتعرض لكوارث أمطار بسبب عدم فاعلية مشروعات تصريف السيول، والصرف الصحي، ووجود الأحياء العشوائية، وتعديات المخططات على الأودية، وعدم تنظيف مجاري الأودية، وعدم إقامة السدود والحواجز لحماية المدن، وغياب التنسيق بين قطاعات المدن في إقامة المشروعات . مدينة الرياض ليست بمعزل عن الكوارث الطبيعية والبيئية بسبب الأمطار والسيول المحلية والمياه المنقول، لكنها استثناءً في الإدارة والتي أشرف عليها أميرها في الفترة السابقة الملك سلمان بن عبدالعزيز - حفظه الله - وعلى مدار سنوات، حيث حسن من أداء عمل المدينة، وأعتنى بالبنية التحتية وبخاصة مشروعات: تصريف السيول والصرف الصحي ووقف التعديات على مجاري الأودية. ساعد الملك سلمان على بناء مدينة الرياض الإدارة الحازمة التي اتبعها في متابعة المقاولين والمخططين، وما يتمتع به من دراية في تكوين المدينة الطبيعي ومكون سكانها ومظاهر سطحها، فالرياض مزيج من بيئات متباينة من الغرب حافات حاد وجرفية وأودية أخدودية مرتفعاتها شاهقة، ومن شرقيها حافات ورمال وأودية سطحية، وشمالها هضاب وتلال وأودية سريعة الجريان، وجنوبها تجمع مجاري أودية تلتقي بها أودية الشرق والغرب. ونتيجة لهذا الفهم العام من قائدها ومخططها للسكان والتكوين الجغرافي للرياض تمكّن الملك سلمان بن عبدالعزيز أن يبني مدينة تجنبت - بإذن الله - الكوارث الصعبة والقاسية وتحولت إلى أنموذج للعواصم الآمنة.