تتعرض أجواء المملكة لأمطار كثيفة وثقيلة تؤدي إلى فيضانات، فهي ليست أمطاراً عابرة، فكمية المياه التي نزلت على المدن، والمياه المنقولة لا تستوعبها الأودية والسدود والشعاب وأنابيب الصرف الصحي وتصريف السيول، لذا غرقت مؤخراً: جدة، بريدة، وادي الدواسر، عرعرالدمام، الخرج والدلم، ومرشحة العديد من المدن للغرق، إذا استمرت النظرة للحالة المطرية على أنها سيول موسمية وليست فيضانات جارفة، ولم نعترف ونعلن على أنها كوارث طبيعية موسمية، يتوجب علينا المعالجة والتعايش، والتخطيط المستمر، والوعي المجتمعي أثناء نزول الأمطار لتجنب الكوارث. مدن وقرى وأرياف المملكة تأسست على ضفاف الأودية وفي نهايات الشعاب وعلى تعرجات مسيل المجاري المائية، ولا توجد مدينة أو محافظة إلا أقيمت على شفير وادٍ قديم، وبالمناسبة معظم مدننا تنتمي إلى الاستيطان القديم في معايير اختيار الموقع، على ضفاف أودية وأسفل الحافات وعلى سفوح الجبال وأطراف الرمال ومشارف الشواطئ، وهذا النمط من الاستيطان معرض للفيضانات، وزاد من الخطورة التعديات على الأدوية، وإنشاء مخططات العقار على مجاري الشعاب وفي الروضات والقيعان والسبخات التي تعتبر نهايات مجاري الأودية. لا يمكن تجاهل معطيات سطح المملكة طبوغرافية الأرض والتكوين: المرتفعات الغربية: تحوّلت إلى عامل مؤثر على بيئة غرب المملكة الممتدة من تبوك شمالاً وحتى جازان جنوباً، وبارتفاع تصل بعض القمم إلى (3000 متر) عن سطح البحر، وهذا أدى إلى انحدارات شديدة غرباً على تهامة والسهل الساحلي للبحر الأحمر، في حين تتدرج الانحدارات شرقاً بسبب الهضاب الشرقية والوسطى تؤدي إلى انحدارات هادرة للسيول تجرف معها المدن والممتلكات. الهضاب الغربية والوسطى والشرقية: هضاب نجران وعسير والحجاز وحسمى ونجد والصمان والحجرة والحماد والوديان، حيث ترتفع على مسافة ألف متر وتخترقها أودية كبيرة جداً، تشكل المصارف لهذه الهضاب، تؤدي إلى فيضانات وانجراف للسيول، هذا التعاقب ما بين المرتفعات الغربية وبين الهضاب الكبرى في الغرب والوسط والشرق هو -بعد إرادة الله- الذي يؤدي إلى الفيضانات والسيول الغادرة التي نقول عنها المياه المنقولة التي أغرقت هذا العام أبهاوالدماموالخرج في ليلة واحدة. وحتى نتجنب المخاطر علينا عمل المزيد من مشروعات صرف السيول، واحترام الأودية احتراماً يتناسب مع حجم أضرارها.