حذر خبراء ومواطنون من تمدد مدينة عرعر وسط 3 أودية، مؤكدين أن من شأن ذلك أن «يخنق» مجاري السيول ما قد يتسبب في كارثة لو هطلت أمطار غزيرة على المدينة. واتهموا أمانة منطقة الحدود الشمالية ب«العشوائية» لكن «الأمانة» التي بنت مقرها الجديد في مجرى وادي عرعر تبدو مطمئنة إلى أن شيئاً من ذلك لن يحدث لأنها اتخذت احتياطاتها على حد قول المتحدث باسمها. وتقع على ضفاف الأودية الثلاثة أحياء العزيزية والمساعدية والريان والمحمدية والروضة و«الصفيح» التي يزداد البناء فيها يوماً بعد آخر. وذكر عضو جمعية الجغرافيين السعوديين عيد محمد أن عدداً من الأودية يخترق مدينة عرعر، منها وادي عرعر ووادي بدنه، مؤكداً ل«الحياة» أن أموراً لا تحمد عقباها ستحصل إذا سالت هذه الأودية في وقت واحد، خصوصاً في أحياء الروضة والعزيزية والريان. وانتقد جهات رسمية عملت على تضييق مجاري الأودية وعدم عمل تسريبات لها أو حتى عمل مصدات وسدود جيدة، مشدداً على أهمية عدم تضييق مصب واديي عرعر وبدنه اللذين يخترقان عرعر من الجنوب إلى الشمال. وتابع: «من الطبيعي جداً أنه إذا احتدمت السيول ستعود إلى مجراها الطبيعي في الأحياء من دون استئذان من أحد، وحينئذ سٍتكون عرعر في خطر حقيقي وتتجدد الكوارث»، مستغرباً من بناء مقار إدارات حكومية وسط الأودية مثل الكلية التقنية وسط مجرى وادي بدنة ومبنى الأمانة الجديد وسط مجرى وادي عرعر. وأوضح الباحث الاجتماعي المتخصص في التخطيط والنمو السكاني الرمضي العنزي أن مدينة عرعر تقع في منطقة منخفضة تتخللها أودية عدة، تستدعي بذل الجهات المتخصصة مزيداً من الجهد في التخطيط واستقراء المستقبل للتمدد العمراني والنمو السكاني وأخذ الاحتياطات للظروف البيئية، مشيراً إلى أنه يندر أن تتعرض المدينة لأمطار من دون وقوع ضحايا بشرية ومادية، محملاً بعض الأهالي جزءاً من المسؤولية لعدم اتباعهم التعليمات والتحذيرات التي يطلقها الدفاع المدني. واقترح حلولاً لمجابهة أخطار السيول، مثل التخطيط العمراني الواعي للنمو السكاني، ووجود جهاز تنفيذي مؤهل قادر على تنفيذ المشاريع للبنى التحتية بدقة وأمانة، وجهاز رقابي مؤهل للرقابة على المشاريع، وجهاز تنسيقي بين الجهات المسؤولة عن تنفيذ المشاريع، وتوعية السكان. وأبدى عبدالله العنزي (75 عاماً) الذي عاصر نمو مدينة عرعر، استياءه لسماح أمانة المنطقة للأهالي بالبناء في مجرى الأودية، معتبراً أن «الأمانة» تتصرف بعشوائية. وأضاف أن الأعوام العشرين الأخيرة شهدت نمواً كبيراً في عدد المباني، ما أدى إلى التضييق على الأودية الأمر الذي ينذر بكارثة لو هطلت أمطار كتلك التي كانت تهطل في أيام صباه. من جهته، أكد مدير الدفاع المدني في منطقة الحدود الشمالية اللواء عبدالله عسيري ل«الحياة» أن تنظيم الأودية من اختصاص «الأمانة»، مشيراً إلى أن أمير منطقة الحدود الشمالية الأمير عبدالله بن عبدالعزيز بن مساعد وجه بعقد اجتماعات مستمرة مع الجهات ذات العلاقة لدرس الخطط المتبعة في حال الكوارث والأخطار، ومناطق الخطر جغرافياً في مدينة عرعر من شعاب وأودية وكيفية تفادي الأخطار والتنبيه لها. «الأمانة»: صيانة دائمة لمجاري السيول قلل مدير العلاقات العامة في أمانة منطقة الحدود الشمالية محمد سبتي من أهمية المخاوف التي أبداها البعض جراء البناء في مجاري الأودية. وقال ل«الحياة»: «الأمانة تعمل بشكل دائم على صيانة مجاري السيول، وتهذيب الأودية، ولديها 3 فرق تضم متخصصين مزودين بمعدات ثقيلة لهذا الغرض»، لافتاً إلى أن «الأمانة» رصدت 18 مليون ريال لدرء أخطار السيول هذا العام. وعن بعض الإدارات الحكومية التي تقع في مجرى الأودية، ذكر سبتي أن المخططات التي بنيت عليها اعتمدت من إدارات حكومية قبل نحو 20 عاماً، وزودت بمشاريع لتصريف مياه الأمطار وتهذيب الأودية لمنع جريان السيول.