صوّت إقليم كردستان العراق على الاستقلال في استفتاء تاريخي يريد من خلاله الأكراد فتح باب التفاوض من اجل إقامة دولة يناضلون في سبيلها منذ قرن تقريبا، لكنه يهدد باندلاع صراع اثر مطالبة البرلمان العراقي الحكومة الاتحادية بنشر قوات في المناطق المتنازع عليها . ويتوقع أن تصدر نتيجة الاستفتاء الذي شاركت فيه أيضا محافظة كركوك المتنازع عليها بين بغداد واربيل بعد 24 ساعة من إقفال مراكز الاقتراع. وجرى تجهيز 12 ألف مركز اقتراع في عموم الإقليم منها 7 آلاف مركز بمحافظات الإقليم الأربعة و5 آلاف مركز في المناطق الكردستانية الواقعة خارج إدارة الإقليم. وأشارت التوقعات إلى مشاركة أكثر من 3 ملايين كردي في عملية التصويت. وفي الوقت الذي يواجه فيه الاستفتاء رفضا تاما من قبل الدول الإقليمية في إشارة إلى (تركيا وإيران) والاتحاد الأوربي ومجلس الأمن الدولي معتبرين أنه خطر على العراق ويعيق الحرب التي تجري ضد ما يسمى (تنظيم داعش)، أشار رئيس وزراء الإقليم نيجيرفان بارزاني أمس إلى أن الموقف الدولي ومجلس الأمن من الاستفتاء أصابنا بالإحباط. وقال في مؤتمر صحفي عقده في أربيل إن إقليم كردستان ليس مسؤولا عن ما يسمى تقسيم العراق بل السياسات الخاطئة لبغداد هي المسؤولة. وأضاف بالقول: إن (من الأفضل على المجتمع الدولي ودول الجوار بالأخص أن يسألوا بغداد عن ما آلت إليها العلاقات بين أربيل وبغداد). وتأتي تصريحات نيجيرفان متزامنة مع موقف الرئيس التركي رجب طيب اردوغان الذي أعلن أمس أن بلاده ستغلق حدودها البرية مع لإقليم. ورغم علاقاتها القوية مع حكومة إقليم كردستان، تخشى أنقرة من أن ينمي الاستفتاء التطلعات الانفصالية للأقلية الكردية التركية. وتطرق اردوغان كذلك خلال منتدى في اسطنبول إلى استعداد الجيش التركي للتحرك في حال لزم الأمر. وقال : (سنوقف حركة الدخول والخروج) عند معبر خابور الحدودي وهو المعبر البري الوحيد بين تركياوالعراق. وأضاف اردوغان مهدداً: لنرى بعد ذلك من أين سيتمكن (أكراد العراق) تصدير النفط وإلى من سيبيعونه. الصمامات عندنا. وسيتوقف العمل بمجرد أن نغلقها.