حينما ترتمي قطر في أحضان إيران وتنفذ أجندات الملالي (أصحاب العمايم) وتخرج من المنظومة الخليجية ، بل البيت الخليجي وتتجه إلى إيران التي هي عدوة لدول المنطقة ، الخارجة عن كل الأعراف والمواثيق الدولية وهي من سعت حثيثاً لتسييس الحج بزعمها الباطل والخاسر وطلبها بتدويل الحرمين الشريفين، حيث لم تلقَ أُذنا تسمع لها، الكل أدار لها ظهره ولا مُجيب لهذا الجنون بل شجب وتنديد المجتمع الإسلامي برمته وحتى الدولي ، ناهيك عما ردت به المملكة في حينه على هذا الطلب الأهوج والأحمق الذي يرفضه العقل والمنطق ويكشف ثوب الحقد الذي ترتديه إيران الهالكة. المملكة العربية السعودية مُنذ أسس هذا الكيان الملك المؤسس عبد العزيز بن عبد الرحمن -طيَّب الله ثراه- وهي ترعى وقائمة على شؤون الحرمين الشريفين، حيث التوسعات تلو التوسعات من عهد المؤسس -رحمه الله- ومن بعده الملوك سعود ، فيصل ، خالد ، فهد وعبد الله -رحمهم الله- إلى عهد خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز -أيَّده الله- وهي ترصد المليارات وتقيم المشروعات والصروح من خلال التوسعة في الحرمين وفي منطقة المشاعر، وتقدم أوفر الخدمات وتحشد الحشود الأمنية والخدمية وتسخر كافة الإمكانات المادية والبشرية، حيث يمضي الجميع في يُسر وأمان رغم مساحة المكان المحدودة وارتفاع نسبة الحجاج في كل عام، إلا أنه والحمد لله وبشهادة الحجاج والمسؤولين من ضيوف بيت الله ورجال الإعلام من كل الأصقاع يُشيدون بما وفرته قيادة هذه البلاد من إمكانات هائلة، ويؤكدون على انسيابية تنقلاتهم في منطقة المشاعر نتيجة حرص المسؤولين على توفير كل الخدمات التسهيلات إلى أن يُغادروا إلى أوطانهم سالمين غانمين وقد وفقهم المولى عزّ وجل بأن أدوا نُسكهم بيُسر وأمان. إن قطر حين تفتعل أسبابا واهية وإملاءات من تحتضنهم من بشارة ، القرضاوى ، وجماعة الإخوان وحزب الله وهي تطلب بلا خجل ولا تستحي بتدويل الحرمين الشريفين ، تسييس الحج سابقة خطيرة وأيم الله لم يقم بهذا الطلب السخيف إلا إيران الباغية، حيث قطر وحكامها يسيرون في مركب واحد مع ( ملالية إيران )، قطر ماضية في هذا الطريق الملتوي والذي يقذف بها إلى الهاوية ، رغم ما تدعيه انها في وضع اقتصادي واستقرار اجتماعي والواقع خلاف ذلك فهي تُعاني جرّاء المُقاطعة وتُغالِط نفسها وتُوهم شعبها المغلوب على أمره، وقد طرقت كل الأبواب في العالم ولكن لم تلقَ من يسمع لها ، لاقت الرفض والإدانة لدعمها للمنظمات الإرهابية والمتطرفة مما اقترفته من جرم مشهود، لقناعة المجتمع الدولي أن قطر مُدانة بما كل ما نُسب إليها من أعمال خبيثة ، وقد تم إثبات ذلك عبر ما بثته وسائل الإعلام المختلفة. إن قطر غير آبهة بالعهود والمواثيق التي وقعتها، فقد نكثت كل اتفاقية وقعتها ، ولم تكترث بما التزمت به ضاربة عرض الحائط بكل الاتفاقيات والمواثيق ، رغم الجهود التي بُذلت لثني قطر لعودتها إلى حظيرة دول مجلس التعاون حينما تستجيب لصوت الحق وتعود إلى رشدها وتنفذ مطالب الدول الأربعة ( المملكة ، الإمارات ، البحرين ومصر ). إن ما يربطنا بأشقائنا القطريين من دين ووشائج قربى ، يعزُ علينا ويؤلمنا ما أقدمت عليه الحكومة القطرية بمنع وحرمان مواطنيها والقائمين على أراضيها من أداء نُسكهم ( فريضة الحج والعمرة )، رغم كل التسهيلات التي وضعتها وأعلنتها حكومة خادم الحرمين الشريفين وفتح ممرات جوية رغم الحظر واستثناءات أخرى أعلنتها وسائل الإعلام في المملكة ليكون هذا النسك مُيسراً بإذن الله للإخوة القطريين. لقد أقدمت قطر ومن يُسيرها بإغلاق موقع طلب الحج وافتعال أسباب لا معنى لها ، أعتقد بل أجزم أن المواطن القطري الشقيق يَعي ويعرف ما يربطه بأشقائه في مملكة الخير ولا يُصدق ما تفتعله وما تختلقه حكومته من حجج وأكاذيب وتضليل، لكي تمنعه من أداء هذا الركن الخامس ويعرف حق المعرفة أن المملكة تفتح قلبها وذراعيها لكل المسلمين في هذا العالم وأمر لا يُصدقه كل من لديه عقل ولُب ، لماذا يُمنع المواطن القطري من هذه الفريضة ويُحرم من أدائها، إنه تعنت وتصرف أحمق غير مسؤول من قبل حكومته التي تعيش في تخبط وتيه تام لا نعرف نهايته، فكلنا في هذه البلاد - أعزها الله - نأسف ونشعُر بالمرارة والندم أن يحول النظام القطري بين مواطنيه وقدومهم إلى بلاد الحرمين الشريفين ، رغم كل الإيضاحات والتسهيلات التي وضعتها وأعلنتها حكومتنا الرشيدة، فما ذنب الأشقاء في قطر من هذا القرار المُجحف بحق مواطنيها غير المُبرر متى تعود قطر إلى جادة الطريق وإلى العقل والمنطق وتفيق من سُباتها؟. ** **