لم يتبقَ على العراقيين حتى يصبحوا تابعين بالكامل ل»تيار ولي الفقيه الفارسي» إلا أن يُطلَب منهم الاشتراك في الانتخابات الإيرانية، فالعراقيون أصبحوا تحت إمرة الإيرانيين تماماً، فعبر المليشيات الطائفية والأحزاب المذهبية التابعة لها التي ينسق أعمالها نوري المالكي المختص بحشد التابعين لولي الفقيه الفارسي من جميع العراقيين بمختلف الأطراف المذهبية والعرقية، فبعد أن أكمل صوغ التجمعات السياسية للأحزاب الطائفية من أتباع المذهب الشيعي والتي شكلت ما يسمَّى بالتحالف الوطني الذي يحاول أن يرأسه بعد انتهاء فترة عمار الحكيم. نشط المالكي قبل مغادرته رئاسة الحكومة العراقية إلى حشد شخصيات من السنة العرب في تجمعات سياسية وعشائرية وضمها إلى تيار ولي الفقيه الفارسي بعد شرائهم بالمال المسروق من ميزانية الدولة العراقية إبان رئاسته للحكومة العراقية طوال ثمانية أعوام. نوري المالكي، وبعد أن صنع مأساة احتلال الموصل «نينوي» من قبل تنظيم داعش الإرهابي الذي لم يجد أي صعوبة في الاستيلاء على المحافظة بعد انسحاب قادة نوري المالكي وهروبهم هم وقواتهم من أرض المعركة. الآن نوري المالكي ينفذ المرحلة الثانية من مخطط تسهيل الاستيلاء على المحافظات العربية السنية لتنظيم داعش، فبعد أن حققت المرحلة الأولى تواجد القوات الإيرانية ومشاركة فيلق القدسالإيراني، سواء من خلال مشاركة مباشرة عبر تواجد كتائب حرس الثورة الإيراني وضباط إيرانيين من بينهم قاسم سليماني الذي لم يتردد في الظهور بعدة مناسبات، مؤكداً قيادته للمعارك في واحدة من أكثر الإهانات الموجهة للضباط العراقيين، أو عن طريق مشاركة المليشيات الطائفية عبر مليشيات الحشد الشيعي التي شكلت جيشاً طائفياً موازياً أسندت قيادته لجنرال إيراني يحمل الجنسية العراقية، إذ إن عميد الحرس هادي العامري الذي سبق أن كان وزيراً للمواصلات في العراق، هو ذاته الذي قاد فيلق بدر الذي كان الذراع الإرهابي، ولا يزال، لملالي إيران لإرهاب العراقيين، ونفذ العديد من العمليات العسكرية ضد الجيش العراقي إبان الحرب العراقيةالإيرانية، وقام بالعديد من عمليات القتل والاغتيالات ضد العلماء والضباط العراقيين وأساتذة الجامعات إبان الشهور الأولى للاحتلال الأمريكي للعراق. الحشد الشيعي الذي يقوده جنرال الحرس هادي العامري، والذي ينسق تحركات سياسة نوري المالكي فرض الإيرانيين وأتباعهم مشاركتهم في تخليص محافظة نينوي من هيمنة تنظيم داعش الإرهابي ليستبدل باحتلال إيران عبر مليشياتها الإرهابية، فتحت غطاء الحشد الشيعي تشارك وحدات وكتائب من الحرس الثوري الإيراني التي بدأت تكشف عن تواجدها من خلال إقامة مقرات ومكاتب للحرس الثوري بصورة علنية وظاهرة دون إخفاء، كما رصد المتابعون وجود طائرات مسيرة للإيرانيين وحضور مميز لكبار الضباط الإيرانيين في تحد صارخ للعراقيين الذين وجدوا أن أتباع ملالي إيران يحتلون الموصل الآن وهم في طريقهم إلى بسط سيطرتهم على باقي محافظة نينوي بمساعدة نوري المالكي الذي يسعى لإكمال غطاء احتلال الإيرانيين بإنشاء حشد عشائري سني من العملاء الذين اشتراهم بالأموال المسروقة من الدولة العراقية.