خلال مطالعتي لردود الأفعال الاسرائيلية في أعقاب فشل مشروع العلاقات العامة لوزارة السياحة التي خصصت لإغراء نجوم من هوليوود ممن تم ترشيحهم لنيل جائزة اوسكار لزيارة اسرائيل، رغم كل العروض المغرية باقامة الرحلات الفاخرة، والحجز في أرقى الفنادق الإسرائيلية، وفي الدرجات الأولى للخطوط الجوية، وتقديم شنطة هدايا تجاوزت تكلفة الواحدة منها 200 ألف دولار، ورغم كل ذلك إجماعهم على مقاطعة إسرائيل ورفض دعوتها نتيجة لجهود كبيرة، إحداها جهود بذلتها حركة BDS التي أرقت الاحتلال على مدار السنوات الماضية على كل الجبهات. أعتقد أن الخطورة التي تشكلها حركة ال(بي دي إس) على اسرائيل في الجوانب الاقتصادية والعسكرية والدبلوماسية والأكاديمية والثقافية تفوق بكثير حجم الخطورة التي شكلتها أدوات ووسائل حتى عسكرية على الاحتلال، الأمر الذي يتضح من خلال ردات الفعل الاسرائيلية على أداء الحركة، مثل دعوة الرئيس الأسبق لجهاز الأمن العام الإسرائيلي (الشاباك) وعضو لجنة الخارجية والأمن في الكنيست يعقوب بيري الذي قال: «إن حضور حركة BDS يتسع في الجامعات في أنحاء العالم، وهنالك برلمانات كثيرة سنت قوانين ضد إسرائيل بموجب أنشطتها، ويكتسب الفلسطينيون إنجازات كبيرة في الحلبة الدولية على حسابنا»، واعتبر وزراء آخرون أن حركة (بي دي إس) تعمل على نزع الشرعية عن اسرائيل، وعزلها، والعمل على مقاطعتها وسحب الاستثمارات منها، وفرض العقوبات عليها، واظهارها كدولة عنصرية. وقال وزير الشؤون الإستراتيجية والأمن الداخلي والمسؤول عن مكافحة حركة المقاطعة غلعاد أردان «لا يوجد يميني ويساري، أو صقري وحمائمي، في معركة مكافحة حركة المقاطعة، فهي تحتاج لمواجهة يجب إدارتها بالتعاون بين الحكومة والمجتمع المدني في الداخل والخارج، فيما دعا كل من وزير الحرب أفيغدور ليبرمان ورئيس حزب «يوجد مستقبل» يائير لبيد لمؤتمر طارئ» في الكنيست، لمحاربة الحركة تحت عنوان «نحارب من أجل مكانة إسرائيل الدولية». أعتقد أننا بحاجة لدعم هذا التيار المتقدم في مواجهة الاحتلال من قبل السلطة الفلسطينية، والقوى الوطنية والإسلامية، والنقابات والاتحادات والمنظمات الأهلية في الداخل والخارج، والعمل على تغطية أنشطة ونجاحات الحركة على المستوى العربي والدولي، وتسخير كل الطاقات والامكانيات لتطوير عملها ، والتعريف بها على المستوى الاعلامي والتعليمي حتى في المناهج الدراسية الفلسطينية، كجزء لا يتجزأ من دراسة القضية والدراسات الفلسطينية التي تشمل «التاريخ الفلسطيني، وحركة التحرر الوطني، والحركة الفلسطينية الأسيرة، وحركة المقاطعة العالمية، كأحد أشكال المقاومة للاحتلال».