صعدت إسرائيل هجومها على كل من يطالب بمقاطعة إسرائيل باعتبار أن المقاطعة التي استدعت عقد جلسة طارئة للكنيست أمس تشكل تهديدا استراتيجيا للمصلحة القومية. وتحارب إسرائيل نشطاء حركة المقاطعة وسحب الاستثمارات وفرض العقوبات على إسرائيل (بي دي إس) طوال الوقت لكنها صعدت لهجتها ورفعت وتيرة الهجوم عليهم في الأيام الأخيرة منذ أن طلب الفلسطينيون تعليق عضوية إسرائيل في الاتحاد الدولي لكرة القدم (الفيفا). وتعمل حركة «بي دي إس» على تشجيع مقاطعة إسرائيل ليس اقتصاديا فحسب بل في كافة المجالات الأخرى سواء أكاديميا أو سياسيا أو رياضيا. واعتبرت إسرائيل الهجوم المضاد على نشطاء حملة المقاطعة من الأولويات الإسرائيلية بحسب وسائل الإعلام وتصريحات الحكومة. ودعت ثلاثة أحزاب إسرائيلية أمس الكنيست إلى عقد جلسة طارئة لمناقشة تعزيز مكانة إسرائيل العالمية وصورتها. وقالت وزيرة العدل الإسرائيلية إيليت شاكيد إن المنظمات التي تسعى لمقاطعة إسرائيل «تريد محو دولة إسرائيل عن الخارطة». وطالب رئيس حزب»إسرائيل بيتنا» إفيغدور فيلدمان بتغيير الاستراتيجية الإسرائيلية وزيادة ميزانية الإعلام. وندد رئيس الوزراء بنيامين نتانياهو أمس بانضمام اتحاد الطلاب البريطاني الوطني لحركة مقاطعة إسرائيل «بي دي إس» وقال «رفض اتحاد الطلاب البريطانيين قبل أقل من عام دعم مقاطعة تنظيم داعش الذي يدوس على حقوق الإنسان ويحرق أناسا في أقفاص وهم أحياء، وقررت الانضمام إلى حركة مقاطعة إسرائيل. هذا دليل على ماهية طابع حركة المقاطعة». وتسمية «داعش» هي تسمية رائجة لتنظيم داعش الذي يرتكب فظاعات في سوريا والعراق حيث يحتل مساحات شاسعة. وأكد اتحاد الطلاب البريطاني الوطني انضمامة لحركة مقاطعة إسرائيل حديثا. وتحدث نتانياهو الإثنين في الكنيست عن حملة المقاطعة ضد إسرائيل بقوله «إننا في أوج حملة سياسية وفي هذه الحملة يتم تشويه حقيقة دولة إسرائيل وتشويه ممارساتها حيث يسوقون ضدنا كثيرا من الاتهامات الكاذبة»داعيا»إلى توحيد القوى المحلية والعالمية للتصدي لهذه الأكاذيب وتفنيدها». وكان الرئيس الإسرائيلي روفين ريفلين حذر الخميس الماضي من المحاولات الفلسطينية لدفع مقاطعة إسرائيل في المحافل الأكاديمية والمحافل الرياضية واعتبرها «تهديدا استراتيجيا للدولة»، أثناء لقائه أعضاء لجنة رؤساء الجامعات الإسرائيلية. واعتبرت صحيفة يديعوت أحرونوت كبرى الصحف الإسرائيلية «أن الحرب ضد حملات المقاطعة ليست حربا سياسية فقط بل هي حرب قومية».ودعت الصحيفة كل القوى من اليمين واليسار للالتفاف والتجند ضد حملات المقاطعة لأن «حركة المقاطعة تشكل تهديدا استراتيجيا على الوجود الإسرائيلي»، وشبهت دعاية حملات المقاطعة التي يرددها نشطاء «بي دي إس» ضد إسرائيل بالدعاية اللاسامية النازية ضد اليهود. ومن جهته قال عمر البرغوثي أحد مؤسسي حركة المقاطعة وسحب الاستثمارات وفرض العقوبات على إسرائيل «أن الحركة ترتكز على القانون الدولي والمبادئ العالمية لحقوق الإنسان. وترفض رفضا قاطعا كل أشكال العنصرية، بما في ذلك معاداة السامية وواقع ازدياد الدعم اليهودي للحركة في الغرب هو نتيجة الانسجام الأخلاقي للحركة». وأضاف «الحقيقة أن الحركة لا تستهدف اليهود، لأنها تستهدف أصلا نظام الاحتلال الإسرائيلي، والاستيطان الاستعماري والأبارتايد (الفصل العنصري)». وأضاف البرغوثي «أن إسرائيل وآلة الدعاية الصهيونية تتهم أي مؤيد لحركة المقاطعة على الفور بمعاداة السامية وتستخدم ذلك كشكل من أشكال الترهيب لإيقاف كل أشكال معارضتها، وتستخدم تكتيك تشويه السمعة خصوصا ضد مؤيدي المقاطعة من الأوروبيين لشعورهم بالذنب من المحرقة (النازية) ونجحت إسرائيل نسبيا خلال العقود الماضية باستخدام عقدة الذنب عند الأوروبيين للتواطؤ على قمع الفلسطينيين». وأوضح «نحن نطالب بإنهاء الاحتلال الإسرائيلي للأراضي الفلسطينية والعربية التي احتلت عام 1967 وتفكيك المستوطنات وجدار الفصل العازل وإنهاء الأبارتايد الذي ينطبق على المواطنين الفلسطينيين بحسب تعريف الأممالمتحدة».