سُئل سمو رئيس الهيئة العامة للرياضة الأمير عبدالله بن مساعد تعليقًا على قوله «إن شكوى نادي الشباب ضد نادي الأهلي من اختصاص اتحاد الكرة»: لماذا لا تتدخل الهيئة فيها مثلما فعلت مع نادي المجزل؟ فأجاب: تدخلت لأن فيها قضية فساد، إلى جانب أن نادي الشباب لم يتقدم رسميًّا للهيئة أو الاتحاد بأية شكوى ضد النادي الأهلي. نحترم رد وموقف سموه، وقد تكون لديه قناعات، جعلت رأيه متباينًا فيما بين القضيتين، لكن بيان نادي الشباب بخصوص الحارس محمد العويس يتضمن اتهامات صريحة مباشرة ضد نادي الأهلي بالفساد والرشوة والتلاعب، وأن لدى الشباب إثباتات تدين ممارسته التي وصفها أكثر من مرة بأنها مخالفة واضحة للوائح والأنظمة، وأن فيها إغواء للاعب، وإخفاء له، وإغراء بالهدايا والهبات المتمثلة بسيارة بنتلي للتمرد على ناديه أثناء سريان عقده؛ ما جعله يتغيب كثيرًا ومنذ مدة طويلة عن تدريبات الفريق، هذا فضلاً عن المخالفات المعروفة فيما يتعلق بالتوقيع مع اللاعب قبل دخوله الفترة الحرة دون موافقة أو تفويض من ناديه. بالنسبة لنا وحتى الهيئة واتحاد الكرة، لا يجوز لنا الجزم بصحة ما ذكر في بيان الشباب، والأمر نفسه ينطبق على الشكوى فيما لو قدمت وتضمنت هذه الاتهامات، غير أن هذا لا يبرر للهيئة ولاتحاد الكرة تجاهل البيان وسكوتهم حتى الآن عن التعليق عليه بحجة أن نادي الشباب لم يتقدم بشكوى؛ وذلك لكمية وفداحة ما فيه من اتهامات خطيرة ومهولة ومؤثرة على سلامة واستقرار رياضتنا، وشرف منافساتنا الكروية؛ ما يتطلب سرعة التعامل معها بصرامة وقوة النظام، سواء مع الشباب في حالة أن تكون اتهاماته كيدية باطلة، أو مع اللاعب والأهلي لو ثبت تورطهما في التجاوزات التي أشار إليها البيان الشبابي. شخصيًّا لم أجد تفسيرًا لإصدار البيان الشبابي قبل تقديم الشكوى سوى أن مسيريه أرادوا كشف ما حدث للاعب أمام الرأي العام خوفًا من تدخُّل جهات أو أطراف للتوسط والضغط على الإدارة الشبابية لاحتواء الموقف وإنهائه بطريقة ودية. وهذا بالضبط ما سمعناه وتردد في أكثر من وسيلة إعلامية، وأن القضية ستنتهي ب(حب خشوم)، وملفها سيطوى وكأن شيئًا مفجعًا لم يكن.. لذلك، وبغض النظر عن اسم ولون المستفيد أو المتضرر من هذه الحادثة الغريبة المريبة، علينا جميعًا أن ننحاز للقوانين والأنظمة، وأن نطالب الهيئة واتحاد الكرة بحماية واحترام لوائحهم بتطبيقها كاملة غير ناقصة أو معدلة على الجميع بلا استثناء.. ومثلما صفقنا للقرار الحازم في قضية نادي المجزل سنكون أكثر ابتهاجًا وتفاؤلاً واطمئنانًا على مستقبل رياضتنا لو اتُّخذت العقوبات المناسبة بحق كل من كذب أو افترى أو تجاوز أو تلاعب في موضوع الحارس العويس، وإلا سنعود إلى دوامة الواسطات والاستثناءات والتفرقة بين ناد كبير وصغير، ومعها ستتسع دائرة الضياع والفوضى والتخبطات والقرارات الارتجالية.. من الآخر * ملف العويس اختبار حقيقي للاتحاد الجديد، هل سيبدأ قويًّا في شخصيته وهيبته، عادلاً منصفًا في توجهاته وقراراته وتعاملاته وينجح، أم يتحول إلى مخترق متداعٍ مسالم مستسلم، يكيل بمكيالين ويسقط؟! * يومًا بعد آخر يثبت رئيس الرائد عبدالعزيز التويجري بمهاراته وقدراته ودهائه أن الإدارة هي من تقهر المستحيل، وتصنع الإنجاز، وتجلب المال والرجال. هنيئًا للرائد والقصيم، ولنا وللرياضة السعودية بأمثال أبي عبدالله.. * تصريحات مسؤولي نادي العين الإماراتي بأن المدرب الكرواتي زوران كان ضمن خيارات النادي بموجب تفاهم سابق مع إدارة النصر يكشف حقيقة أن قرار إبعاده كان مخططًا له قبل خسارة الأخير من القادسية.. * بالمناسبة، على النصراويين الذين يهاجمون نادي العين أن يتذكروا أن إدارة ناديهم قامت بالتصرف نفسه الموسم الماضي مع مدرب التعاون السابق قوميز.. * أتمنى من العقلاء في النادي الأهلي أن يبادروا ويقفوا في وجه بعض الإعلاميين المحسوبين عليه، والمتمادين في تشويه صورة ناديهم بالإساءة للأندية الأخرى ورموزها بشكل سافر ومتهور، لا يليق برقي الأهلي ومكانة وقيمة رجالاته.