أورهان باموق حائز نوبل: قال إنّ أباه كان لديه 500 كتاب. إذن إنّ موهبته لم تبرز من العدم، لقد كان على اتصال بالتقاليد.. ولكي تتمكن من الكتابة وكي تصنع الأدب، لا بدّ من روابط مع المكتبات والكتب.. مع التقاليد .. أما ساماغو معبّرًا عن رأيه في فوزه بالجائزة «لن أمارس واجبات الفائز بنوبل كمن فاز بمسابقة الجمال، ذلك الذي يتوجّب عليه المفاخرة في كل مكان.. لستُ أطمحُ لذاك العرش، وبالطبع، لستُ قادرًا على اعتلائه.» إذن نوبل ليست ترمومتر الإبداع وليست صوت القارئ دائماً, فالعالم مليء بالمفكرين والكتاب التي لم تلتفت لهم نوبل. باتريك موديانو قال إن الإعلان عن هذه الجائزة، قد كان أشبه بالخيال بالنسبة لي، وبقيت من لحظتها شغوفاً بمعرفة السبب الذي جعلكم تختاروني. من لحظتها أدركت مدى العمى الذي يكبل الروائي إزاء أعماله، التي يعلم القراء أهميتها أكثر منه» ولو اطّلعنا على أسماء من نالوا نوبل تجد غالبيتهم تكسوهم الدهشة من ترشيحهم لها. ومن لا يعرف قصة رفض جان بول سارتر عام أربعة وستين بدعوى أنه كان دائماً يرفض التقدير القادم من جهات رسمية. ومن المعروف أن جائزة نوبل لا يمكن رفضها وهكذا لم يتسلّم سارتر صك الجائزة التي بلغت قيمتها آنذاك 300000 يورو اليوم .. يضاف إلى ذلك إن سارتر (59 عاماً) سمع قبل أسبوع من إعلان نتائج الفوز تلك الشائعات التي تناقلها الوسط الأدبي عن اختياره لنيل جائزة نوبل فبعث رسالة إلى السكرتير الدائم في الأكاديمية أكد فيها عدم رغبته في الظهور في لائحة الفائزين أو المرشحين للجائزة لكن البريد لم يصل إلى الجهة المطلوبة ولم تفتح الرسالة إلا في وقت متأخر وبعد فوات الأوان .. وبعد خمسين عاماً من رفض مؤلف رواية (المومس الفاضلة) الجائزة ما زال رفضه لها يثير الجدل فقد رأى البعض في تصرف سارتر تعبيراً عن مبدأ ثابت لا يقبل التغيير من رجل مخلص لعمله ولا يقبل المساومة بينما رأى آخرون أن ذلك دليل على الغرور الذي يصيب المبدعين أحياناً، وخصوصاً أن عدوه الشهير البيرت كامو كان قد تسلّم الجائزة قبله بسبع سنوات فهل كان مؤلف (الغريب) يحب التكريم مثلا ؟... أيضاً جورج برنارد شو تردد كثيراً في قبول جائزة نوبل حين عرضت عليه عام 1925، وقال: «إن وطني إيرلندا سيقبل هذه الجائزة بسرور، ولكنني لا أستطيع قبول قيمتها المادية، إن هذا طوق نجاة يلقى به إلى رجل وصل فعلاً إلى بر الأمان، ولم يعد عليه من خطر»، وتبرع بقيمة الجائزة لتأسيس مؤسسة تشجع نشر أعمال كبار مؤلفي بلاد الشمال إلى اللغة الإنجليزية. لم يكتفِ برنارد شو برفض جائزة نوبل لأنه لم يعد يحتاجها لكن ذلك دفعه للسخرية من مؤسس الجائزة الذي جمع ثروته الكبيرة بسبب اختراعه للديناميت وقال فيه «إنني أغفر لنوبل أنه اخترع الديناميت ولكنني لا أغفر له أنه أنشأ جائزة نوبل.. إني أكتب لمن يقرأ لا لأنال جائزة». ومن أطرف قصص تسلّم جوائز نوبل «سنكلير لويس» الأمريكي وخرّيج جامعة يال حاز على نوبل للأدب وخلال مراسم التتويج لم يعثر عليه ليتسلّم جائزته من يد الملك السويدي ووجد نائماً في دورة المياه.