نحتفل هذا العام باليوم الوطني السادس والثمانون على تأسيس المملكة العربية السعودية في ظل تحقيق إنجازات مهمة يأتي في مقدمتها إقرار برنامج التحول الوطني وفق رؤية 2030 ، وآخرها النجاح المتميز لموسم حج هذا العام الذي أصبح حديث الكثيرين محلياً ودولياً. إن رؤية 2030 بدأنا نتلمس ملامحها بعد القرارات المتعلقة بتعديل وإعادة تشكيل وزارات وهيئات المجموعة الاقتصادية تلاها قرارات مهمة واستراتيجية تتعلق ببعض القطاعات في مقدمتها قطاع الحج والعمرة الذي سيتحول وفقاً لرؤية 2030 إلى أحد مصادر الدخل الوطني من خلال الوصول إلى 30 مليون حاج ومعتمر سنوياً عام 2030 وقد بدأت المملكة خطوات واضحة في هذا القطاع وقد انعكس ذلك على معدلات الأشغال الفندقي في موسمي العمرة والحج هذا العام.. وأعتقد أن هذه الخطوات أولية مهمة سيصاحبها قرارات أخرى تسهم في تنفيذ هذه الرؤية التي ستصل بالمداخيل غير النفطية إلى حاجز التريليون ريال عام 2030 ويتحول البترول إلى أحد مصادر الدخل وليس مصدراً رئيساً للدخل في البلاد على مدى العقود الماضية. وفي الوقت الذي شاهدنا جميعاً مستوى التميز والرقي الذي تم في موسم الحج هذا العام وأصبح مضرباً للمثل وأنموجاً يجتذى به في العالم نفذته دولة عظيمة مثل المملكة العربية السعودية التي أصبح لديها خبرات كبيرة في إدارة الحشود من الحجاج والمعتمرين لا تتوافر في أي دولة أخرى على مستوى العالم. إن هذه الإنجازات تجعلنا نشعر بالفخر والاعتزاز بهذا الوطن المعطاء منذ تأسيسه على يد الملك عبدالعزيز آل سعود (رحمه الله) وهو يتطور وينمو ويحقق قفزات تنموية ضخمة لا ينكرها إلا جاحد واستشهد لكم بأول ميزانية تم اعتمادها في المملكة العربية السعودية كانت عام 1350 هجرية، وكان إجمالي هذه الميزانية في ذلك الوقت 14 مليون ريال، وكانت مصادرها الرئيسة وقتها الزكاة والجمارك والحج.. وغيرها، ومع مرور السنوات وارتفاع معدلات المداخيل من البترول ونمو المشروعات ارتفعت ميزانية الدولة من مرحلة الملايين إلى المليارات التي صاحبها توسع في مشروعات البنية التحتية والصناعية والزراعية والسياحية والتجارية والخدمية، ثم وصلنا في السنوات الأخيرة إلى ميزانية تتجاوز حاجز التريليون ريال كميزانية عامة للدولة ونحن نرى المشروعات العملاقة على أرض الواقع وحدوث تحول كبير في كافة المجالات، وقد ساهم هذا الانفاق في إحداث نهضة شاملة في البلاد على كافة المستويات نرى حجم المشروعات في مختلف المدن والمناطق السعودية، وأصبح يشار إليها بالبنان. إنها بلادنا مصدر فخرنا واعتزازنا بمكانتها الدينية والسياسية والاقتصادية، ومن يرى غير ذلك فهو جاحد لا يعرف حقيقة وطبيعة هذا الوطن العظيم بمكانته المتميزة في العالم، بقيادة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز وسمو ولي عهده الأمين وسموولي ولي العهد. وسيظل بإذن الله وطننا الغالي شامخاً متميزا متطوراً نعتز به جميعا ويستمر محط انظار الدنيا بأكملها المملكة العربية السعودية دولة الأمن والأمان والاستقرار صاحبة أعظم وحدة في التاريخ الحديث دام عزك يا وطني.