مضى 86 عاما على تأسيس أعظم وحدة في العصر الحديث، وتكوين دولة أصبحت من أكبر 20 اقتصادا في العالم وهي المملكة العربية السعودية، هذه الوحدة التي شهد لها الجميع في العالم حيث جمعت شتات الأمة في الجزيرة العربية التي كانت تعاني من الفوضى وعدم الأمن إلى دولة عظيمة تتمتع بأعلى المعايير الأمنية الحديثة وأصبحت واحة للأمن والاستقرار تحت أفضل راية في الكون وهي راية التوحيد لا إله إلا الله محمد رسول الله، بقيادة شخصية تاريخية وهو الملك عبدالعزيز آل سعود (رحمه الله)، وهو من الشخصيات التي كان لها أحاديث وسجلات طويلة من المؤرخين الباحثين في تكوين هذه الوحدة في زمن قياسي، ووصول المملكة العربية السعودية إلى هذه المكانة العظيمة في عقود معدودات بفضل حكمة ملوكها على مدار التاريخ الحديث فكان جل اهتمامهم تثبيت هذه الدولة وبسط الأمن والاستقرار فيها والنهوض والوصول بها إلى المكانة التي تستحقها كونها تحتضن المقدسات الإسلامية وموارد طبيعية عظيمة وحنكة سياسية توارثها حكامها من الملك المؤسس على مر السنوات الماضية. إننا نحتفل هذه الأيام بالذكرى 86 على توحيد المملكة ونحن نرى بأم أعيننا مكانتها الإقليمية والدولية والدينية والاقتصادية، فلقد اصبحت الرياض بفضل استقرارها وأمنها عاصمة مهمة لاستقبال قادة العالم وتنظيم كبريات المؤتمرات والمنتديات الدولية على كافة المستويات السياسية والاقتصادية والمالية، فضلا عن أنها مركزا مهما لمؤسسات اقليمية ودولية مهمة، كما أن الجميع يعي مكانة المملكة العربية السعودية بوجود الحرمين الشريفين فهي قبلة المسلمين ومهبط الوحي وفيها نزلت أعظم رسالة وهي رسالة الإسلام، كما أن المملكة تتمتع بمكانة اقتصادية مهمة على مستوى العالم فهي عضو في مجموعة العشرين من أكبر 20 اقتصادا في العالم ومن أكبر منتجي النفطي وتمتلك أكبر احتياطي نفطي في العالم، وهي محط أنظار العالم فنرى عشرات الوفود التجارية والاقتصادية التي يقودها أحيانا مسؤولون كبار ورفيعو المستوى بهدف إقامة شراكات واستثمارات مع المملكة العربية السعودية. وقد كان العام الجاري هو عام رؤية 2030 التي أطلقها سمو ولي ولي العهد وزير الدفاع الأمير محمد بن سلمان وأقرها مجلس الوزراء وقد بدأت تتخذ أولى الخطوات لتتحول هذه الرؤية إلى واقع ملموس من بينها القرارات الإصلاحية المتعلقة بإعادة هيكلة وزارات وهيئات المجموعة الاقتصادية ليصبح بينها تكامل وتنسيق لتعمل وفق منظومة واحدة تنعكس بالإيجاب على الاقتصاد الوطني وتنويع المداخيل كما رأينا بعض القرارات المتعلقة بالتأشيرات بمختلف أنواعها وأخرى تتعلق بالمرور والبلديات بهدف تعظيم مداخيل هذه القطاعات المهمة لتسهم بشكل فعال في تنويع مصادر الدخل كما انه من المتوقع صدور قرارات أخرى تسهم في تنشيط وتفعيل هذه الرؤية التي تسعى لتوفير تريليون ريال من المداخيل غير النفطية عام 2030 نأمل أن نصل إليها ويصبح لدينا تنوع حقيقي في مصادر الدخل. إنها بلادنا الغالية تتمتع بالأمن والاستقرار في ظل ما تشهده بعض العواصم والدول العربية من حالة فوضى وصراع ها نحن نرى وطننا الغالي يسوده الأمن في مختلف ربوعه بقيادة رجل الأمن الأول سمو ولي العهد وزير الداخلية الأمير محمد بن نايف بن عبدالعزيز مما ساهم في جعل المملكة العربية السعودية محط أنظار العالم ووجهة استثمارية وتجارية مهمة في العالم. وسيظل بإذن الله وطننا الغالي متميزا متطورا يتمتع بمكانة خاصة إقليميا ودوليا وتستمر المملكة العربية السعودية واحة للأمن والأمان والاستقرار بقيادة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز وسمو ولي عهده الأمين وسمو ولي ولي العهد نسأل الله لهم التوفيق والسداد لخدمة الوطن واستقراره ونموه. ونحتفل كل عام بذكرى تأسيس اعظم وحدة في العصر الحديث المملكة العربية السعودية.