جاء خبر استئناف وحدات إنتاج الفسفاط التابعة لشركة فسفاط قفصة بمنطقة الحوض المنجمي بالجنوب لنشاطها العادي بنسبة مائة بالمائة بعد توقف دام ما يناهز الأشهر الستة كاملة، ليبعث رسائل طمانة لأهالي الجنوب ولعامة التونسيين وخصوصًا أن الأزمات الاقتصادية والاجتماعية استفحلت مع تسلم حكومة يوسف الشاهد لمقاليد السلطة وهو حدث تزامن مع نجاح أمني معتبر بالقضاء على مجموعة إرهابية مسلحة بالقصرين كانت بصدد وضع اللمسات الأخيرة لتنفيذ مخطط تفجيري خطير. ويعتقد المحللون الاقتصاديون والسياسيون أن المفاجاة الأكبر للحكومة الجديدة بمناسبة تسلمها مهامها جاءت من جهة الحوض المنجمي عندما وقع إعلان توقف إنتاج الفسفاط كليًا جراء اعتصام معطلين عن العمل، رغم تعهد الشاهد قبل أيام بأن حكومته ستضع حدًا لكل أشكال تعطيل الإنتاج. وهو ما وضع الحكومة الجديدة أمام موقف محرج كان يمكن أن يتسبب في إرباكها منذ أيامها الأولى إلا أنها وجدت الحلول الكفيلة بمجابهته مع استبعاد الحل الأمني بالنظر إلى ما قد يمكن أن يؤدي إليه من نتائج عكسية. يأتي كل ذلك بالتزامن مع تواصل استفحال الأزمة الاقتصادية وارتفاع معدلات البطالة والفقر وتصاعد الأسعار في فترة يصفها الخبراء بالأصعب على الإطلاق في تونس بحكم تزامنها مع نفقات موسم الصيف وعيد الأضحى والعودة المدرسية. وينضاف إلى كل ذلك تواصل حالة الفوضى والتسيب في البلاد جراء ارتفاع مؤشرات الفساد في القطاعين العام والخاص ونسبة خرق القانون ومعدل جرائم السرقة والنهب والتحيل والاعتداء بالعنف من أجل المال.