كل أحداث الحياة التي تمر بنا تحمل ولا شك رسائل واضحة لمن أراد الاستفادة منها سواء لدفع الإيجابية لمستويات أبعد أو معالجة السلبية وأثرها وتحويلها لاتجاه آخر أكثر نفعاً، وهذه الرسائل تتكرر باستمرار، وتتعاقب الكثير من القيادات والكفاءات على الوقوف عليها ومشاهدتها، وتتفاقم الخسارة في حال عدم الاستفادة فمن لم يستفد مما يشاهد أو يسمع أو يقرأ فهو الخاسر الأول من الدرس ويخسر من ورائه الوطن وأهله من المهتمين بذاك الشأن. هذا المدخل يقودنا إلى تسليط الضوء على استحياء مما حصل في انتخابات الاتحادات الرياضية والإقبال الضعيف عليها والإعداد المتدني للمرشحين لها وكذلك المصوتين على تلك الترشيحات التي لم يتجاوز أي اتحاد عن اصابع اليد الواحدة من الراغبين في النفع العام من خلال تلك الاتحادات، بل إن بعضهم فاز بالتزكية لأنه لم يتقدم غيره، هل عدمنا هنا من المسؤولية الاجتماعية الفردية، أم أننا بسبب أو لآخر أحجمنا عن الترشح والتصويت وبالتالي المشاركة الوطنية الواجبة على القادرين والمهتمين، هل طريق الإنجاز وتسجيل البصمة الإيجابية للوطن وللنفس صعبة المنال في تلك الاتحادات، أم هل أصبح الاهتمام الرسمي والإعلامي لاتحاد واحد وارتباط الناس فقط بلعبة واحدة هو السبب وراء عدم الإقبال. إن ما حصل في الأسابيع الماضية ليس أفضل حالاً مما حصل في بداية الدورات المنتهية ومع ذلك لم يلفت الإقبال المخجل انتباه الهيئة الرياضية لكي تبحث الأسباب وتعد المجتمع للمشاركة في انتخابات الاتحادات الحالية أو القادمة، وفي الفترة السابقة كانت الرئاسة آنذاك تعد للاتحادات ميزانيات خاصة وإن كانت أرقامها مخجلة مقارنة بما يتم تخصيصه لاتحاد كرة القدم وكيف سيكون حالها في الفترة القادمة والدورة الجديدة والهيئة تلوح باستمرار إلا أن الاتحادات ستصبح كيانات اعتبارية مستقلة تصرف وتمون نفسها بالطريقة التي تمكنها من أداء رسالتها، وكيف سيتواكب المعنيون في تلك الاتحادات مع تلك الرؤية التي ستجعلهم أشبه ما يكونون بمؤسسات المجتمع المدني أو مؤسسات النفع العام حتى يستطيعون أن يجدوا رعاة وداعمين وهم قد أتوا لإدارة ملف اللعبة فقط وليس ملفاً استثمارياً يحتاج لكفاءات ربما لا تكون رياضية في الأصل لأنها ستعتمد على ثقافة ومهارة تسويقية وليس لخبرة رياضية وكذلك الحاجة هنا لمهارة إعلامية وليس لمهارة بدنية أو في قوانين لعبة من الألعاب، وإذا نجحت الهيئة في هذا التوجه لبعض الألعاب ذات المتابعة الجيدة فهل ستنجح تلك الرؤية مع ألعاب ليس لها جماهيرية في الأصل لدينا بالرغم من جماهيريتها الطاغية في بلاد أخرى. لن ينهض بالألعاب إلا ثلاثة إما لاعب سابق يملك فكراً مهنياً أو هاوي ومتابع ويحمل هماً وطنياً أو إعلامي متمرس غيور يتطلع إلى ريادة رياضية، ولذا فإن على الهيئة الرياضية أن تقوم بدورها المطلوب وتُحسن استقطاب الكفاءات وتدعوهم للمساهمة الوطنية وتقوي أواصر العلاقة معهم ولا ترتفع بنفسها عن مثل ذلك لأنهم الشركاء الحقيقيون مع الهيئة في نهضة كل الألعاب الرياضية، كما أن عليها أن تسعى قبل وقت مبكر للتسويق للانتخابات الرياضية وتعمل على محاسبة كل ولاية عما أنجزت بعد أن تلزمها بخطة عمل واضحة المعالم وذات مؤشرات أداء يمكن قياسها والمحاسبة عليها بدقة، وضرورة التفكير بعمق في استقلالية الاتحادات لأنها إن تمت فهي تحتاج وقتاً لتكون تحت رعاية ودعم ومساندة الهيئة مالياً وإدارياً ومعنوياً، ويبحث لاحقاً أن يكون لها جمعية عمومية وعضويات عامة وترشيحات دقيقة مثلما هو الحال مع مؤسسات المجتمع المدني الأخرى حتى نضمن الاستقطاب الأمثل لها من الرياضيين السابقين والمهتمين المحتسبين والإعلاميين الوطنيين، وعلى الهيئة إعداد نظام إداري للاتحادات وتفريغ أمين عام لكل اتحاد يتولى إدارته مع مجلس الإدارة ويحضر لاجتماعاته ويعمل على إدارة ملف الرعاية للاتحاد واستقطابهم بمنافعهم.