** لم يلتقِ به صاحبكم فلا يعرفه على المستوى الشخصي، وأجرى معه حوارًا بريديًّا لصفحتي «واجهة ومواجهة» نُشر على صفحتين وتبعته تعليقاتٌ توازت مع طبيعة الأسئلة والإجابات، وواصلت الجزيرة الثقافية نشر مختصرات عن «إثنينيته» الوفائية بمقدار ما تأذن به صفحتها اليومية غيرُ المنتظمة، مثلما تواصلت مع مكتبه، وعزته بوفاة نجله رحمه الله، ولم تُسعف صاحبَكم زيارتُه لندرة سفره إلى جدة كما لم يلتقيا في الرياض أو سواها كي يشكره على نهجه الوفائي الباذخ في تكريم المبرزين على مستوى الوطن وطباعة أعمال الأدباء المكيين وغيرهم؛ فما بذله عمل مؤسسي ينوء بحمله فردٌ مهما كانت قدراته. ** ما نزال نرجع إلى تسجيلات إثنينيته لنتعرّف على شخوصٍ ونصوص، وندنوَ من أعلامٍ وحكايات امتد الاحتفاء بهم وبها ثلث قرن ووفر لها صاحبها منتدىً رقميًا ومجلداتٍ مطبوعة فصارت أحد مصادر البحث والتوثيق. ** تضاءل نشاط الإثنينية في العامين الأخيرين لتوعك صاحبها الأستاذ عبدالمقصود محمد سعيد خوجة شفاه الله وتمنينا أن لو شهدنا احتفاءً كبيرًا يليق به ويتجاوز العابرَ الذي يجري مراسميًا ضمن آخرين، لكن الأوان لم يفت؛ فلعل ناديي مكةوجدة الثقافيين يتبنيان ندوة علمية إعلامية حوله؛ فدوره نادرٌ وأثره ممتدٌ لا يقف عند البرنامج الخطابي، بل يتبعه بإهداء الضيف قطعة من كسوة الكعبة المشرفة صار الأكثرون يعلقونها في مداخل منازلهم عدا توفير مادة تلك الليلة لمن يبحث عنها قراءةً وسماعًا ومشاهدة. ** كان أول من كُرّم في الإثنينية الشيخ عبدالقدوس الأنصاري عام 1403ه وآخر أنبائنا حولها ما تم من تكريمات حتى منتصف عام 1436ه؛ فندعو الله لمؤسسها الشيخ عبدالمقصود صاحب العمل التطوعي الواسع في أكثر من خمسين جمعيةً خيرية وثقافية ومجتمعية بالصحة التامة والعودة إلى محبيه وعارفي فضله وندوته الأثيرة المثرية. ** الوفاء ذاكرة الخلق.