عندما قالها خالد الفيصل ورددها: إننا نريده عكاظ الماضي وعكاظ الحاضر وعكاظ المستقبل كان يرسم لتلك الرؤية المدروسة بدقة التي أصبحت واقعا من خلال فعاليات هذا السوق وتنظيماته وجهوده في عرسه العاشر هذه الأيام واحتفال محبي التراث واللغة العربية به هذا العام متوافقا مع إجازة الصيف. ومما لاشك فيه أننا بحاجة ماسة لمثل تلك الاحتفالية التي تعيد بعث التاريخ والموروث الثقافي العربي الأصيل ونفض الغبار عنه بين طيات الكتب القديمة التي لن تتيح وسائل التواصل والتقنيات الحديثة أية فرصة لأبناء هذا الجيل البحث عنها أو معرفة قيمتها وتفاصيلها إن لم تضعها بين أيديهم عقول ناضجة بخطة محكمة وجهود مضنية تجعل خطواتهم السريعة خلف أجهزتهم الحديثة التي تحاول طمس هويتهم تتوقف لبرهة وتتأمل جمال الكلمة وعراقة لغة القرآن والشعر كما أن تلك الفعاليات التي يستضاف بها امرؤ القيس وعنترة والمتنبي والنابغة وغيرهم تبعث بنفوس ساكني الضفة الأخرى من المثقفين وعشاق اللغة ومتوسطي وكبار السن البهجة والسرور وتزيح عن نفوسهم غيمة الإحباط واليأس. وأنا هنا كان لأخبار تلك الفعاليات التي تزف بها اللغة العربية كأجمل عروس وسط أبنائها رغم أنف من يتلاعب بها بعامية أو أعجمية مكسرة كان لتلك الأخبار وقع الندى على شغاف قلبي وسعادة لاتوصف بتتبع أخباره لاسيما وأنا منذ شهر أو يزيد بزيارة لابني المبتعث -حفظه الله- خلف المحيط الهندي بمدينة كل ما فيها ينطق بالجمال فهذه بحيرة يبحر على ضفافها البط وتظللها غيمة تداعبها برذاذ أجنتها وهناك شاطئ مياهه الصافية تبين لون ترابه النظيف المغري بالسباحة لولا هواء الشتاء البارد وهناك مساحات خضراء لا حدود لها تجعل من يكره الرياضة والجري عاشقا لها جنة الله على أرضه بأجمل مدن أستراليا ولن أحدثكم عن انبهاري بتخطيط الشوارع وجمال وبساطة المباني والناس والتعامل لأن هذا سيطول شرحه سأختم كلامي بشعوري تجاه ذلك الجمال الأخاذ كي لا أخرج عن الموضوع وهو أنني كل يوم رغم استمتاعي وهذا ما فطر عليه البشر بحيث يتشبع الإنسان من كل جديد طارئ عليه بعد زمن ويحن لما اعتاد عليه من أماكن وملامح وأصوات فبت أشتاق لرؤية أفواه تتحدث العربية وصوت يرتفع عاليا بين وقت وآخر مرددا الله أكبر. ولكن عزائي هو حديثي مع من حولي والبركة باليوتيوب الذي لا يرفض لي طلبا مهما كان مع شقيقه قوقل المخلص.