تزامناً مع المعارك الشرسة بين القوات النظامية السورية والمقاتلين المعارضين في حلب (شمال غرب) المدينة الاساسية في النزاع الدائر في سوريا منذ 2011 ألمحت الولاياتالمتحدةوروسيا أمس الاثنين عن اقترابهما من اتفاق عسكري بشأن النزاع في حلب(فقط). وقال وزير الدفاع الروسي سيرغي شويغو أمس في حديث نقله التلفزيون الروسي (اننا في مرحلة ناشطة جدا من المفاوضات مع شركائنا الامريكيين... وعلى اتصال شبه دائم بواشنطن) ونحن على وشك التوصل الى اتفاق حول تعاون عسكري. وأضاف شويغو (اننا نتقدم خطوة خطوة نحو ترتيب) وقال مضيفاً (ولا أتحدث هنا سوى عن حلب.. يسمح لنا بايجاد اهداف مشتركة والبدء بالقتال سويا من أجل إحلال السلام على هذه الارض التي تعاني منذ فترة طويلة). ولم تؤكد واشنطن مثل هذا التعاون..لكن المتحدثة اليزابيث ترودو قالت لوكالة فرانس برس(ليس لدينا اي شيء لإعلانه في الوقت الحاضر). وأوضحت الدبلوماسية الامريكية (نتحدث بانتظام مع مسؤولين رسميين روس حول سبل ترسيخ وقف الاعمال القتالية وتحسين وصول (المساعدات) الانسانية وتوفير الظروف الضرورية لحل سياسي للنزاع)، في اشارة الى خارطة طريق للادارة الامريكية من اجل ايجاد حل للنزاع في سوريا. واقترحت روسيا التي تساند الجيش السوري بحملة قصف جوي لإقامة (هدنة انسانية) يومية لثلاث ساعات في حلب للسماح بنقل المساعدات الانسانية.. لكنها تخشى ان تتيح هذه المساعدة للمقاتلين المعارضين اعادة امداد انفسهم بالعتاد والرجال. واقر وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف أمس الاثنين بان هذه الهدنة لثلاث ساعات قد لا تكون(كافية) لتحسين الوضع الانساني في حلب. وكانت الولاياتالمتحدةوروسيا قد اتفقتا في يوليو الماضي بعد زيارة لوزير الخارجية الامريكي جون كيري الى العاصمة الروسية على مزيد من التعاون في سوريا بغية انقاذ الهدنة ومحاربة المتشددين لكن لم تعلن اجراءات ملموسة لهذا التعاون. وكان كيري وعد بدوره اواخر يوليو بإعلانات لمطلع اغسطس حول احتمال التعاون الامريكي الروسي لكن وزارة الخارجية الامريكية أكدت مرات عدة في الايام الاخيرة ان القوتين لم تتوصلا بعد الى ذلك. وتعتبر معركة حلب الاكبر منذ بداية النزاع في 2011 اساسية بالنسبة للنظام والمقاتلين المعارضين له على السواء. وقد حشد كل من الطرفين قوات ويسعى الى السيطرة على ثاني مدن البلاد المقسومة منذ 2012 الى احياء يسيطر عليها مسلحون معارضون فيالشرق وأحياء موالية للنظام في الغرب. على صعيد ذي صلة أعلنت المعارضة السورية السيطرة على مواقع استراتيجية وقتل عناصر من القوات النظامية بعد إطلاق معركة(ذات الرقاع 3)في الغوطة الشرقية بمحافظة ريف دمشق. وذكرت إحدى القنوات امس إن فصائل المعارضة تمكنت من السيطرة على حوش نصري وكتلة المزارع المحيطة بها بالكامل، وقتلوا خلال المعارك العديد من الميليشيات الشيعية وعناصر النظام،وسط قصف عنيف على المنطقة من قبل الطائرات الحربية. وذكر الناطق الرسمي باسم جيش الإسلام (إسلام علوش) أن نتائج المعركة مبشرة كما يوجد تحفظ للوضع الأمني وأكد أن المعركة تهدف لضرب عدد من النقاط العسكرية. بالمقابل اكدت (قوات سوريا الديموقراطية) التي تضم تحالفا من المقاتلين الاكراد والعرب وتحظى بدعم الولاياتالمتحدة أمس الاحد عزمها على طرد ما يسمى ب(تنظيم داعش)من مدينة الباب بعد سيطرتها على معقلهم منبج في شمال سوريا. وقالت في بيان بعد يومين من طرد آخر المتشددين من منبج في محافظة حلب (نعلن تشكيل المجلس العسكري لمدينة الباب الهادف لتحرير أهلنا في الباب من مرتزقة داعش على غرار مجلس منبج العسكري الذي حرر منبج). واضاف البيان(نعاهد شعبنا على العمل من اجل تحرير مدينة الباب وريفها بكل ما نملك من طاقات بمساندة عدالة قضيتنا ودعم شعبنا وكل القوى والفعاليات الديموقراطية بما فيها التحالف الدولي ضد داعش) لافتا الى ان المجلس العسكري الجديد يضم سبعة فصائل. وكان ما يسمى ب(تنظيم داعش) قد تبنى أمس تفجيراً انتحاريا استهدف الأحد عناصر من الفصائل المقاتلة عند الحدود التركية في شمال غرب سوريا، وأسفر عن مقتل العشرات منهم وفق بيان تناقلته مواقع متشددة.