نقل المرصد السوري لحقوق الإنسان عن مصادر موثوقة أن قوات «سورية الديمقراطية» بدأت صباح أمس الثلاثاء عملية عسكرية نحو مدينة الرقة. وأوضح بيان للقوات أن مقاتليها بدأوا بالتحرك نحو مدينة الرقة، انطلاقاً من الريف الجنوبي لمدينة تل أبيض الحدودية، وريف بلدة عين عيسى الواقعة بالريف الشمالي الغربي. وتدور اشتباكات متفاوتة العنف بين مقاتلي قوات سورية الديمقراطية المسندة بطائرات التحالف من جهة، وعناصر تنظيم داعش الإرهابي من جهة أخرى، بالتزامن مع استهداف كل طرف لمواقع الطرف الآخر. وترافقت الاشتباكات مع ضربات جوية مكثفة وعنيفة لطائرات التحالف على مدينة الرقة وأطرافها، بالإضافة لاستهداف تمركزات ومواقع عناصر التنظيم في منطقة الاشتباك. وعلم المرصد السوري أن العملية في مرحلتها الأولى تهدف إلى السيطرة على مثلث تل أبيض - الفرقة 17 - عين عيسى بشمال وشمال غرب مدينة الرقة، ولا تهدف حتى الآن التوغل داخل مدينة الرقة. وأكدت مصادر للمرصد أن قوات «سورية الديمقراطية» التي تشكل وحدات حماية الشعب الكردي عمادها، وافقت على بدء العملية، بعد وعود تلقتها من قائد القيادة الأمريكية في الشرق الأوسط جوزيف فوتيل خلال زيارته للمنطقة قبل أيام، ووعود تلقاها سياسيون في حزب الاتحاد الديمقراطي والإدارة الذاتية الديمقراطية خلال زيارة إلى العاصمة الأمريكيةواشنطن قبل أيام. من جهتهما تبذل الولاياتالمتحدة وروسيا جهودا من اجل انقاذ الهدنة الهشة المعمول بها في سوريا منذ نهاية فبراير غداة تفجيرات دموية وغير مسبوقة قتل فيها 154 شخصا في مدينتين ساحليتين من أهم معاقل النظام في البلاد. وفي اطار الضغط المستمر من أجل الحفاظ على الهدنة، دعت موسكو الى وقف مؤقت لإطلاق النار في الغوطة الشرقية ومدينة داريا المحاصرة قرب دمشق، بعد تهديد فصائل مقاتلة باعتبار الهدنة منهارة في حال لم توقف قوات النظام هجماتها في تلك المنطقة. وفي اتصال هاتفي الثلاثاء، طلب وزير الخارجية الاميركي جون كيري من نظيره الروسي سيرغي لافروف «حض النظام على الوقف الفوري لضرباته الجوية ضد قوات المعارضة والمدنيين الابرياء في حلب وفي محيط دمشق». وحذرت وزارة الخارجية الامريكية من أنه «في حال استمر هذا (عنف النظام)، سنشهد انهيارا كاملا» لوقف الأعمال القتالية. ودعت واشنطن كذلك الفصائل المقاتلة في سوريا الى عدم التخلي عن الهدنة. وتوجه المبعوث الاميركي الخاص الى سوريا مايكل راتني الى الفصائل المقاتلة بالقول «التخلي عنها (الهدنة) سيكون خطأ استراتيجيا»، داعيا الفصائل الى التأكيد على التزامها بها.