اتهمت منظمة «هيومن رايتس ووتش» الخميس القوات الروسية ونظام الأسد باستخدام ذخائر عنقودية محرمة دوليا على نطاق واسع في عملياتها الأخيرة في مناطق سيطرة المعارضة في سورية.ورغم فتح النظام لأربعة معابر للمحاصرين في أحياء حلب الشرقية، بحسب المرصد السوري، إلا أن طائراته الحربية بمعاونة الطيران الروسي قامت بقصف عدة مناطق في المدينة. وقالت المنظمة في تقرير لها نشرته أمس إنها وثقت 47 هجوما بالذخائر العنقودية، أسفرت عن مقتل وجرح عشرات المدنيين في الأراضي التي تسيطر عليها المعارضة في ثلاث محافظات منذ أواخر مايو، مرجحة أن يكون العدد الفعلي لهجمات الذخائر العنقودية أكبر من ذلك. وقال أوليه سولفانج، نائب مدير قسم الطوارئ في المنظمة: «منذ جددت روسيا والنظام عملياتهما الجوية المشتركة، شهدنا استخداما مكثفا للذخائر العنقودية»، مطالبا الحكومة الروسية بالتأكد فورا من عدم استخدام قواتها أو قوات النظام لهذا السلاح العشوائي بطبيعته. وحثت المنظمة نظام الأسد وروسيا على التوقف فورا عن استخدام الذخائر العنقودية والانضمام إلى اتفاقية الذخائر العنقودية. واضافت ان عددا كبيرا من هذه الهجمات وقع شمال مدينة حلب وغربها، أثناء محاولة القوات الروسية والسورية محاصرة الجزء الذي تسيطر عليه فصائل المعارضة المسلحة. وباشر الجيش الروسي منذ نهاية سبتمبر حملة قصف دعما لقوات النظام السوري. التحالف يفتح جبهة جديدة من جهته كشف وزير الدفاع الأمريكي، آشتون كارتر، أن التحالف الدولي يسعى لفتح جبهة جديدة ضد تنظيم داعش من جنوبسوريا، بالتزامن مع هجوم الجبهة الشمالية. وأوضح كارتر أن التحالف بهذا المسعى سيساعد في تخفيف الضغوط الأمنية على الحلفاء، كما سيعزز جهود الفصل بين مسارح العمليات في العراقوسوريا. من ناحية أخرى، عثرت قوات مدعومة من التحالف، الذي تقوده الولاياتالمتحدة في سوريا، على مجموعة كبيرة من الوثائق والبيانات الرقمية، في محيط منبج، معقل «داعش»، وذلك إثر إخلاء عناصر التنظيم لتلك المواقع، بعد سيطرة قوات سوريا الديمقراطية عليها. في حين دعا تنظيم القاعدة الإرهابي ميليشيا النصرة باتخاذ أي خطوات لازمة حفاظا على معاركها في سوريا،حتى لو أقتضى الأمر قطع صلاتها بنتظيم القاعدة الإرهابي. في سياق منفصل أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان بأن مروحيات الأسد ألقت منشورات توضح خريطة لأربعة معابر لإخراج المدنيين من مدينة حلب، بجانب أكياس طعام صغيرة مكتوب عليها باللغة الروسية. في ذات الوقت الذي أكد فيه المرصد قصف طائرات حربية لمناطق في حي سيف الدولة بمدينة حلب، إضافة لمناطق في بلدتي حيان وعندان بريف حلب الشمالي. ولفت إلى أن الاشتباكات لا تزال متواصلة بين قوات النظام وميليشياتها من جهة، ومجموعات من مقاتلي الفصائل من جهة أخرى، في حي بني زيد. وكان وزير الدفاع الروسي سيرغي شويغو أعلن بدء «عملية انسانية واسعة النطاق» في حلب شمال سوريا، تشمل اقامة ممرات انسانية للمدنيين والمقاتلين المستعدين للاستسلام. بينما تواترت أقوال بأن الاسد قرر منح عفوا «لكل من حمل السلاح» وبادر الى تسليم نفسه. مطالبات بوقف القتال ليومين وعلى صعيد آخر، أكدت واشنطن أنها تأمل فى الإعلان عن تفاصيل تعاون عسكرى ومخابراتى مع موسكو بشأن سوريا مطلع شهر أغسطس القادم، وقال وزير الخارجية الأمريكى جون كيرى إن واشنطنوموسكو اللتين تدعمان طرفى الصراع أحرزتا تقدما فى الأيام الأخيرة باتجاه العمل معا بدرجة أكبر. وتتضمن المقترحات تبادل معلومات المخابرات لتنسيق الضربات الجوية الأمريكية والروسية ضد ميليشيا النصرة فى سوريا ومنع القوات الجوية التابعة للأسد من مهاجمة جماعات المعارضة المسلحة المعتدلة. وجاءت الجهود الهادفة لتضييق هوة الخلافات بين واشنطنوموسكو ولإعادة قوات الأسد والمعارضة السورية إلى المفاوضات بعد نجاح ميليشيات النظام فى حصار الأحياء الخاضعة للمعارضة فى حلب. ويزداد القلق بشأن 350 ألف شخص على الأقل محاصرين فى الأحياء الخاضعة للمعارضة فى حلب منذ مطلع يوليو الجارى وطلب وكيل الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون الإنسانية وقف القتال 48 ساعة أسبوعيا للسماح بإدخال الغذاء والمساعدات. وفى جنيف، أكد ستافان دى ميستورا مبعوث الأممالمتحدة الخاص لسوريا إنه يهدف لعقد جولة جديدة من محادثات سوريا فى نهاية شهر أغسطس بدلا من أول أغسطس المعلنة سابقا للتوصل لاتفاق على إطار عمل يبحث انتقالا سياسيا. وقال دى ميستورا للصحفيين عقب اجتماعه بالمبعوث الأمريكى إلى سوريا مايكل راتنى ونائب وزير الخارجية الروسى جينادى جاتيلوف: «هدفنا هو المضى قدما فى جولة ثالثة من المحادثات فى نهاية أغسطس القادم».