قالت الكاتبة وسام سليمان زوجة محمد خان أن جثمان المخرج الراحل تم تشييعه من المسجد الكويتي بزهراء المعادي عقب صلاة ظهر أمس، وأجرت أسرة المخرج الراحل عمليات إنهاء تصاريح الدفن قبل انتقاله من مستشفى الأندلس إلى المسجد، ودفن بمقابر الأسرة بالمعادي. وأصيبت زوجة المخرج الراحل وعدد من أقاربه بصدمة، خاصة أن المخرج الراحل كانت حالته الصحية مستقرة ولم يخضع للعلاج بالمستشفى إلا مساء الاثنين، وكان المخرج الكبير الراحل توفي فجر الثلاثاء عن عمر يناهز 73 عاما إثر تعرضه لأزمة صحية نقل على إثرها لمستشفى بالمعادي. ويعد محمد خان أبرز مخرجي السينما الواقعية التي انتشرت في جيله من السينمائيين نهاية السبعينيات وطوال ثمانينيات القرن الماضي، وانحسر نشاطه السينمائي خلال السنوات الأخيرة، شارك في كتابة 12 قصة من 21 فيلماً قام بإخراجها، ومتزوج من وسام سليمان كاتبة السيناريو لفيلميه «بنات وسط البلد» و«في شقة مصر الجديدة»، وتعمل ابنته نادين خان أيضاً في مجال الإخراج السينمائي. ولد محمد خان في 26 أكتوبر 1942 في القاهرة، لأب باكستاني وأم مصرية، بدأت رحلته مع الفن بدراسته في مدرسة لندن لفنون السينما عام 1963 في إنجلترا وكان فيلم «ضربة شمس» أولى تجاربه الفنية عام 1973 وكان آخر أفلامه قبل زحمة الصيف بداية العام الحالي. وبعد معاناة 71 عاما صارع المخرج الكبير من أجل حصوله على الجنسية المصرية كثيرا، حيث أنه يحمل جنسية والده الباكستانية لكن حياته كلها في مصر منذ مولده، وقدمت نقابة المهن السينمائية مذكرة وقع عليها العديد من الفنانين والسينمائيين، للمجلس العسكري الذي حكم البلاد عقب ثورة 25 يناير من أجل منحه الجنسية المصرية، وظل الصراع قائما حتى 19 مارس 2014 حين منح الجنسية المصرية. وأخرج المخرج الراحل محمد خان 24 فيلما طوال تاريخه، كان أبرزها أيام السادات وزوجة رجل مهم وخرج ولم يعد، وكان آخرها بداية هذا العام بفيلم «قبل زحمة الصيف» الذي قامت ببطولته الفنانة هنا شيحة. من ضمن أعماله فيلم «ضربة شمس» الذي يعد أول أفلامه عام 1978 والذي قام ببطولته الفنان الراحل نور الشريف، فيلم «الرغبة» 1980 لنور الشريف مع مديحة كامل، الثأر عام 1980، وثلاثة أفلام عام 1982 «طائر على الطريق»، و «موعد على العشاء» و «نصف أرنب». وفي عام 1983 قدم فيلم «الحريف» الذي قام ببطولته الفنان عادل إمام، و«مشوار عمر» 1985، و «خرج ولم يعد» 1984، و «عودة مواطن» 1986، وفيلمين عام 1988 هما، «زوجة رجل مهم» و«أحلام هند وكاميليا»، وفي تسعينيات القرن الماضي قدم خان أفلام «سوبرماركت» عام 1990، و «فارس المدينة» 1991، و «مستر كاراتيه» 1992، و «الغرقانة» 1993، و «يوم حار جدا» 1995. وفي بداية الألفية الجديدة قدم خان واحدا من أهم أفلام السيرة الذاتية لرؤساء مصر وهو فيلم «أيام السادات» للراحل أحمد زكي عام 2001، والذي أحدث نقلة نوعية في تاريخ أفلام السير الذاتية، ثم توالت أعماله بفيلم «كليفتي» عام 2004، ثم فيلم «بنات وسط البلد» 2005، «في شقة مصر الجديدة»، ثم شارك فيلم «عشم» 2013، وفيلم «فتاة المصنع» للفنانة ياسمين رئيس وهاني عادل 2014، وأخيرا فيلم «قبل زحمة الصيف» الذي عرض بداية العام الحالي، وشارك محمد خان أيضا بالتمثيل في أفلام «العوامة» عام 1970، فيلم «بيبو وبشير» عام 2011، وأخيرا فيلم «عشم» عام 2013، وله كتاب وحيد هو مؤلف «مقدمة السينما المصرية». وحصل محمد خان على جائزة تقدير ذهبية عن أول أفلامه «ضربة شمس» مهرجان الإسكندرية الدولي عام 1979، وحصد فيلم «طائر على الطريق» جائزة لجنة التحكيم في مهرجان القارات الثلاث في فرنسا 1981، جائزة لجنة التحكيم الخاصة في مهرجان جمعية الفيلم 1982، جائزة التقدير الذهبية من الجمعية المصرية لكتاب ونقد السينما 1981، والجائزة الأولى في ليالي الإسكندرية السينمائية 1981. وفي عام 1982 حصل فيلم «نص أرنب» على الجائزة الأولى في مهرجان القاهرة الدولي مناصفة مع فيلم «العار»، ثم حصل على جائزة أفضل إخراج لفيلم «الحريف» من جمعية الفيلم، وفي عام 1984 حصل فيلم «خرج ولم يعد» على جائزة التانيت الفضي. أما فيلم «في شقة مصر الجديدة» حصد جائزة أفضل فيلم عربي في مهرجان دمشق السينمائي 2007، وجائزة الخنجر الفضي والجائزة الخاصة للجنة النقاد والصحفيين في مهرجان مسقط السينمائي 2008، وشارك في مهرجان دبي السينمائي 2007، ومهرجاني «بالم سبرينجز» و«سان رفايل» في الولاياتالمتحدة 2008، ومثل مصر في مسابقة الأوسكار للفيلم الأجنبي 2008 لكنه لم يتم قبوله للترشح للجائزة.